كما ذكرت في مقابلتي السابقة مع حزب اللواء السوري الذي يتركز في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية بالجنوب السوري، فإنّ قوة مكافحة الإرهاب تعمل كالجناح العسكري للحزب. ورسيماً تركّز القوة جهودها على مكافحة "الإرهاب" سواء كان يتمثل ذلك في العصابات المجرمة التي تروّع المدنيين أو تنظيم داعش، فضلاً عن مكافحة تهريب المخدرات. وأصبحت القوة معروفة بتسليم مهرب مزعوم للمخدرات الى القوات المدعومة من قبل الولايات المتحدة في منطقة التنف، بالإضافة الى مناوشاتها مع القوات الموالية في السويداء مثل الدفاع الوطني.
وتشرفنا بإجراء مقابلة حصرية مع المكتب الإعلامي لقوة مكافحة الإرهاب في تاريخ ١٧ يناير (كانون الثاني)، حيث ناقشنا سبب تشكيل القوة وأهم انجازات القوة واشتباكاتها مع القوات الموالية وطبيعة التهديد الداعشي ومشكلة تهريب المخدرات في المحافظة.
١. هناك العديد من الفصائل المسلحة في السويداء. ما هي الحاجة الى تشكيل قوة مكافحة الارهاب في ظل كثرة الفصائل؟ بعبارة اخرى ما هي اهداف قوة مكافحة الارهاب وكيف تختلف القوة عن باقي الفصائل في السويداء؟
بعد الانفلات الأمني الكبير في الجنوب السوري وتحديداً في السويداء، وانتشار العصابات الإرهابية التي تقوم بخطف وترويع المدنيين والتي تحمل بطاقات أمنية مدعومة من أجهزة الأمن، أصبح لا بد من العمل على الوقوف في وجه كل من يهدد السلم الأهلي وحياة وسلامة المدنيين.
وبات من الواجب علينا التحرك أيضاً بعد عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي في بادية السويداء، الذي مازالت عناصره تهدد سلامة القرى الشرقية وسلامة الجنوب السوري كله وبعد التغلغل الإيراني وميليشياتها الذي شهدته المحافظة خلال السنوات الماضية، و إطلاق معركتها ضد أبناء السويداء عبر نشر المخدرات لتخريب العقول وتخريب عادات وتقاليد جبل العرب الأشم، وجعل المحافظة ممرا لتهريب المخدرات إلى دول الجوار.
أهداف قوة مكافحة الإرهاب والتي هي قوة عسكرية مستقلة لها قيادتها الخاصة وجميع عناصرها من أبناء السويداء، أولاً: سد الفراغ الأمني الحاصل في السويداء نتيجة تورط الأجهزة الأمنية في الفساد وتحولها من دور الحامي إلى الداعم للإرهاب والعصابات، ثانياً: حماية مؤسسات الدولة السورية كون هذه المؤسسات ملكاً للشعب السوري، ثالثاً: حماية المدنيين وممتلكاتهم من الإرهاب، رابعاً: سلاح قوة مكافحة الإرهاب موجه ضد كل إرهابي وفاسد في مناطق تواجدها، خامساً: حماية حرية الرأي حتى وإن كانت ضدنا وحق التعبير عن الرأي في الإطار السلمي المدني واجب علينا حمايته والدفاع عنه، سادساً: القوة مستعدة لصد أي هجوم إرهابي على السويداء وخاصة من قبل تنظيم داعش الإرهابي، سابعاً: العمل على محاربة عمليات تهريب المخدرات وترويجها في الجنوب السوري، ثامناً: أن قوة مكافحة الإرهاب وبعد الوصول إلى حل سياسي وضمان الانتقال السلمي للسلطة متوافق عليه من جميع السوريين وتشكيل جيش وطني سوري جديد مهمته حماية السوريين ستكون القوة إلى جانب هذا الجيش وتشارك معه في بناء سورية القادمة.
٢. ما هي اهم انجازات للقوة منذ تأسيسها؟
كانت قوة مكافحة الإرهاب رأس حربة في انتفاضة السويداء في شهر تموز عام ٢٠٢٢ ضد مقرات شعبة المخابرات العسكرية وتم القضاء خلالها على أخطر العصابات التابعة لها والتي كان يتزعمها راجي فلحوط التابع للمخابرات العسكرية وتفكيك معمل تصنيع حبوب كبتاغون في بلدة عتيل شمال السويداء تم استقدام تجهيزاته عبر ميليشيا حزب الله اللبناني إلى مقر راجي فلحوط.
وتم أيضاً إلقاء القبض على خلية مكلفة بتنفيذ اغتيالات في السويداء تابعة للأمن العسكري، وتم إقامة حواجز عسكرية على أحد الطرق الرئيسية في ريف السويداء الغربي والذي كان يشهد عمليات خطف وقتل تنفذها عصابات إرهابية بحق المدنيين وتم إحلال الأمن في المنطقة وهوجمت تلك الحواجز من قبل تلك العصابات والتابعة للأجهزة الأمنية، وتم الإفراج عن يافع من أبناء السويداء كان قد تم خطفه من قبل عصابة مسلحة تابعة للأمن العسكري من دون دفع فدية مالية ( مبلغ مالي )، وتم أيضاً إلقاء القبض على أحد عملاء حزب الله اللبناني والأمن العسكري والذي كان يعمل على تسهيل مرور شحنات المخدرات في السويداء لتهريبها إلى الأردن وتسليمه إلى قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتم طرد ميلشيا الدفاع الوطني الموالي لإيران من قرية الحريسة شرق السويداء بعد الاشتباك مع عناصره لقيامهم باستفزاز المدنيين بأسلحتهم واستولت على عدد من الياتهم وطردهم من القرية.
٣. قبل عدة اشهر انتشر خبر عن اعتقال قوة مكافحة الارهاب لشخص متورط في ترويج المخدرات بالسويداء ومن ثم تسليمه الى 'جيش مغاوير الثورة' في التنف. هل هذا صحيح؟ ما هي القصة بالضبط؟ وهل تتعاون القوة مع قوات التحالف والقوات المحلية في التنف؟؟
نعم صحيح تم إلقاء القبض على المدعو جودت حمزة وهو من أبناء قرية رساس جنوب السويداء وتم تسليمه إلى قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي والتي يتمركز بها جيش سوريا الحرة ( جيش مغاوير الثورة سابقاً ) وفق اتفاقية تعاون مشترك تم إبرامها بين قوة مكافحة الإرهاب وجيش سوريا الحرة للتنسيق المشترك من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي وعصابات تهريب المخدرات.
٤. يقال أن القوة دخلت إلى صراع مع شعبة المخابرات العسكرية في قرية خازمة. ما هي قصة هذه المعركة؟ يقال أن المعركة أدت إلى اعتقال بعض أفراد القوة؟ ما هو مصيرهم وهل تعمل القوة على الافراج عنهم؟
منذ بداية إنشاء قوة مكافحة الإرهاب في شهر تموز من عام ٢٠٢١ والمناوشات مع شعبة المخابرات العسكرية وعملائها وعصاباتها مستمرة، وعندما شعرت الشعبة وعصاباتها ومن خلفها إيران وميليشيا حزب الله بخطر قوة مكافحة الإرهاب التي أضرت بعملياتها من القتل والخطف ونشر الفلتان الأمني والمخدرات وتهريبها إلى المملكة الأردنية قررت شن حملة عسكرية على المقر الرئيسي للقوة في قرية خازمة شرق جنوب السويداء والمحاذية للحدود الأردنية في ٨ حزيران عام ٢٠٢٢ وتم استقدام عدد يتجاوز الألف عنصر بين أمن عسكري وعناصر تتبع لحزب الله اللبناني وعصابات تجارة وتهريب المخدرات ومنهم عصابة راجي فلحوط وميليشيا الدفاع الوطني الذي يتزعمه رشيد سلوم في السويداء والموالي لإيران إضافة إلى مدرعات عسكرية لجيش النظام السوري تم الاشتباك معها في محيط قرية خازمة ودام الاشتباك مدة تتجاوز ست ساعات وتم أخذ القرار بالانسحاب بعد قيام الميلشيات التي حاصرت القرية بقصف القرية بالرشاشات الثقيلة وتضرر وحرق عدد من منازل المدنيين للضغط على الحاضنة الشعبية فتم انسحاب المجموعة التي كانت تتصدى للحملة العسكرية وأثناء عملية الانسحاب كان هناك عدة كمائن في محيط القرية أدى ذلك إلى وقوع ثمانية شبان يتبعون للقوة في الأسر واستشهاد قائد قوة مكافحة الإرهاب الذي رفض تسليم نفسه وقام بإطلاق النار على نفسه بكل عزة وشموخ
وتعمل القوة على الإفراج عن الشبان الذين تم اعتقالهم في قرية خازمة بكافة الطرق المتاحة
٥. ما هي أهم المشاكل الأمنية في المحافظة اليوم؟ مثلا ما هي طبيعة التواجد لحزب الله في المحافظة؟ وكذلك ما هي طبيعة التهديد الداعشي في السويداء ان كان موجوداً على أرض الواقع؟
أهم المشاكل الفلتان الأمني الذي تتعمد الأجهزة الأمنية الاستمرار في نشره في المحافظة من خلال تلك الأجهزة أو من خلال عصاباتها وأيضاً نشر وترويج المخدرات بين أبنائها
تواجد حزب الله يتم بشكل خفي فلا يتم رفع علم الحزب في النقاط العسكرية التي يملكها في السويداء ولديه تواجد في عدة نقاط إما بشكل منفرد أو بالاشتراك مع الجيش والأجهزة الأمنية والدفاع الوطني، وهو متواجد أيضاً عبر عصاباته وعملائه كمهرب المخدرات مرعي الرمثان المطلوب الأول للمملكة الأردنية وغيره كُثر.
طبيعة التهديد الداعشي الكل بات يعلم في السويداء وخاصة بعد هجوم داعش عام ٢٠١٨ على الريف الشرقي في المحافظة بأن داعش شرق السويداء معظم عناصرها هم صنيعة النظام وتم جلبهم إلى المنطقة بحماية النظام السوري، تهديد داعش الآن النظام يلوح بورقة داعش عند شعوره بأن المحافظة ستخرج عن سيطرته إما عبر احتجاجات وتظاهرات مدنية سلمية أو مواقف مناهضة للنظام كالموقف الذي اتخذته المحافظة منذ بدء الثورة عام ٢٠١١ وهو عدم زج أبناء السويداء ضمن جيش النظام لقتل إخوتهم وأهلنا في باقي المدن السورية.
٦. ما هي طبيعة مشكلة المخدرات في المحافظة؟
المخدرات أساسها التغلغل الإيراني في الجنوب السوري وتعتبر السويداء ممراً هاماً ورئيسياً لإيران والنظام لتهريب المخدرات إلى المملكة الأردنية ومن ثم إلى دول الخليج العربي فتم استغلال ذلك الموقع الجغرافي الهام لتمويلها وبدأت عبر الأجهزة الأمنية بتشكيل عصابات وشراء ذمم عملاء في السويداء وتم تمويلهم وبدأت شحنات المخدرات تتدفق إلى السويداء عبر الحواجز التابعة للفرقة الرابعة وحزب الله من دون تفتيش لكي يتم بيع المخدرات في السويداء وتهريبها إلى الأردن
٧. إلى أين يتوجه الوضع الأمني في المحافظة؟ وما هي رسالة قوة مكافحة الإرهاب إلى أهالي المحافظة؟
الوضع الأمني في السويداء يتوجه إلى بسط الأمن والأمان وإحلال الاستقرار للمدنيين
نتوجه برسالة إلى أهالي محافظة السويداء بأن يقفوا صفاً واحداً ضد الأيادي التي تعبث ليل نهار بأمن وسلامة جبل العرب فالمرحلة المقبلة تتطلب ذلك
---------------------------
ملحق: بعد نشر هذه المقابلة وصلنا توضيح لا بد من اضافته، حيث أنّ القوة تعتبر رسمياً مستقلةً عن حزب اللواء السوري والعلاقة هي علاقة التنسيق بين الجانبين.