إنّ محافظة السويداء الواقعة في الجنوب السوري وذات الغالبية الدرزية تحت سلطة الحكومة السورية رسمياً، لكن فيها نطاقاً متنوعاً من الفصائل، منها فصائل موالية للحكومة وصائل أخرى تتبنى فكر "الطريف الثالث"، بمعنى أنّها غير موالية ولا معارضة، وأنّما تركّز على الإصلاح الداخلي والداع عن جبل العرب (جبل الدروز). ومن أبرز الأمثلة على ذلك الطريق: حركة رجال الكرامة
أمّا حزب اللواء السوري، فتم تأسيسه في شهر يوليو عام ٢٠٢١ ولديه جناح عسكري اسمه "قوة مكافحة الإرهاب." وتوجه الحزب معارض حيث يسعى الى إحداث انقتال سياسي في سوريا ولكنه لا يريد ذلك عن طريق تمرد مسلح ضد الحكومة السورية. في الوقت ذاته، عمل الحزب الذي أمينه العام هو الصحفي والناشط مالك أبو خير الذي يقيم في باريس بفرنسا، على تمديد نفوذه في السويداء عبر جناحه العسكري ونشاطات أخرى على أرض الواقع.
وإليكم مقابلة حصرية مع مدير المكتب الاعلامي للحزب بتاريخ ٢٩ ديسمبر حول الوضع في السويداء و
لو تزودنا بصورة مفصلة عن تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي في محافظة السويداء؟ مثلا في مجالات الماء والكهرباء واسعار البضائع وشح المحروقات؟
في مجال مياه الشرب هناك عدة قرى وبلدات وأحياء في المدينة لم تصلها مياه الشرب عبر الشبكة منذ أكثر من شهر، المواطن يضطر إلى شراء صهريج مياه على حسابه الخاص الذي بلغ في الآونة الأخيرة أكثر من ٥٠ ألف ليرة سورية، وأسباب أزمة المياه بالرغم من أنّ المحافظة تقع على ثروة مائية، من أبرزها فساد مؤسسة المياه وقد كشف حزب اللواء السوري عدة تحقيقات عن فساد المؤسسة للرأي العام من بينها قبض الرشاوي من قبل عاملي الآبار وشبكة المياه مقابل فتح الأنابيب إلى من يدفع لهم. الكهرباء في الآونة الأخيرة يتم قطعها مدة تتجاوز الـ ٢٠ ساعة خلال الـ٢٤ ساعة، وخلال ساعات الإنارة يتم قطعها بشكل عشوائي ومتكرر. هذا يسبب أعطالاً كبيرة بالأجهزة الكهربائية في منازل المواطنين وتحتاج إلى تكلفة باهظة لإصلاحها، ويعمل الآن حزب اللواء السوري على كشف تحقيقات عن فساد مؤسسة الكهرباء في السويداء لنشرها إلى الرأي العام وبالنسبة للمحاسبة فالنظام بكل مؤسساته مشارك ومتورط بالفساد بحماية من الأجهزة الأمنية فلذلك المحاسبة مفقود الأمل منها.
أسعار البضائع تزداد يوماً بعد يوم والمبرر هو إنخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي حيث وصلت قيمة الدولار اليوم ٢٩ كانون الأول {ديسمبر} إلى ٧٢٠٠ ليرة، فضلاً عن الإتاوات التي يتم إجبار المواطنين على دفعها على حواجز النظام السوري التي تبلغ أربعة حواجز بين دمشق و السويداء ومعظمها تابعة للفرقة الرابعة، هذا يؤدي إلى غلاء أسعار البضائع في أسواق السويداء .
شح المحروقات: هناك المئات من المنازل في السويداء لا يوجد لديهم أي وسيلة للتدفئة حتى اللحظة والمعروف عن المحافظة قسوة فصل الشتاء لارتفاعها عن مستوى سطح البحر وذلك أنّ النظام لم يوزع مادة المازوت إلا على قسم صغير من أبناء المحافظة فكل ما يهمهه مسؤوليه في حزب البعث والأجهزة الأمنية والكمية التي تم توزيعها منذ بدء الشتاء على قسم من المواطنين تبلغ ٥٠ لتراً من المازوت ولا تكفي لاسبوع
ما هي اسباب هذا التدهور؟ مثلا يقول البعض ان التدهور يعود الى العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، في حين ان البعض يقول ان الفساد الحكومي هو السبب الرئيسي. ما هي حقيقة الامر؟
العقوبات الغربية ( قانون قيصر ) لا تستهدف القطاع الغذائي مثلا ولكنها تستهدف شخصيات محددة في النظام السوري وخاصة الدائرة الضيقة والمقربة من بشار الأسد وتلك الشخصيات استحوذت واستولت على الاقتصاد السوري فلذلك معظم شركات الاستيراد والتصدير للمواد الغذائية يملكونها، واصحابها عليهم عقوبات، ولكن هناك أدلة مثبتة على أن النظام يستطيع الالتفاف على العقوبات فرأينا أسماء الأسد تستورد العشرات من أجهزة الآيفون الأمريكية وتبيعها بأسعار مضاعفة للمواطنين في سوريا كما أيضاً شاهدنا عشرات السيارات ذات النوعية الفارهة تُباع في سوريا، فالنظام يستخدم العقوبات كذريعة لرفع الأسعار واحتكار جميع المواد وليس فقط الغذائية
ما هي طبيعة المشاكل الامنية في المحافظة؟ هل تعود المشاكل الى كثرة الفصائل؟
المشاكل الأمنية أساسها قيام الأجهزة الأمنية بتشكيل مجموعات مسلحة تتبع لها كانت تلك التبعية في البداية بشكل مخفي، من مهام تلك المجموعات الخطف مقابل الفدية والسلب والقتل وذلك مقابل إعطاء حصة من الأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجموعات إلى ضباط الأفرع الأمنية ومن أبرز تلك المجموعات مجموعة قوات الفجر التي تزعمها راجي فلحوط وتم القضاء عليها بعد انتفاضة أهالي السويداء في شهر تموز {يوليو} الماضي وكانت تلك المجموعة تتبع لشعبة المخابرات العسكرية وتم العثور داخل مقر المجموعة على معمل لتصنيع حبوب كبتاغون المخدرة والتي يتم ترويجها بين أبناء المحافظة وتهريبها إلى المملكة الأردنية وكل ذلك بحماية الأجهزة الأمنية وبرعاية حزب الله اللبناني المنبع الأساسي للمخدرات، والآن يسعى النظام الى تجنيد مجموعات أخرى لكي يبقى مسيطراً على المحافظة وينشر الفلتان الأمني داخلها
بالطبع كانت هناك مظاهرات في الفترة الاخيرة ادت الى احراق مبنى المحافظة. ما كانت اسباب التصعيد وما كان موقف حزب اللواء السوري من الامر؟
أسباب التصعيد لأن الأوضاع المعيشية والخدمية وصلت إلى مرحلة لا أحد يستطيع أن يتحملها، وبالنسبة لموقف حزب اللواء السوري قد أكد الحزب عبر بيان له.
و أعيد ما جاء في البيان من موقف للحزب، أن أبناء السويداء قد كسروا شوكة النظام السوري عبر تمزيق صور رأس النظام بشار و حرق صور والده حافظ وأن النظام هو أكبر عدو لعموم الشعب السوري بكل مكوناته واطيافه وأجهزته الأمنية قامت بإطلاق النار الحي على المتظاهرين العزل من السلاح واستشهد الشاب مراد المتني وأصيب آخرون بجروح وسقط أحد عناصر الشرطة في المظاهرات ومن قام باستهدافه النظام نفسه لكي يظهر عبر إعلامه ويقول بأن أبناء السويداء قاموا بقتل الشرطي المتظاهرون يومها لم يكونوا يحملون السلاح فاقتحموا مبنى المحافظة وهم عزل وكانوا على وشك اقتحام مبنى قيادة الشرطة المجاور وهم أيضا عزل ولكن حينها تم استهدافهم بالرصاص الحي من العناصر المتمركزة داخل مبنى القيادة والمنتشرة على الأسطح مما أدى إلى تفرقة المتظاهرين وحينها سقط الشهيد مراد المتني وسقط أحد عناصر الشرطة داخل مبنى القيادة فمن الذي قتله والرصاص جاءت من خلفه؟
في ظل تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي والامني كيف يحاول حزب اللواء السوري ان يساعد الناس؟ ما هي اهم الانجازات في الفترة الاخيرة؟
نحن مقصرون بحق أهلنا في محافظة السويداء ولكن بحسب إمكانياتنا قد قمنا عبر الدفاع المدني التابع لحزب اللواء السوري بتوزيع دفعة من مادة مازوت التدفئة على عدد من الأسر بلغت 50 أسرة وسنقوم بتوزيع دفعة جديدة خلال الشهر المقبل وقد ركزنا على الأسر الأكثر حاجة التي لا يوجد لديها معيل
ونتيجة انتشار وباء الكوليرا وتقاعس عمل مؤسسات النظام وأطلقنا عبر الدفاع المدني التابع لحزب اللواء السوري حملة نظافة وقمنا بإزالة أكبر عدد من أكوام القمامة المنتشرة أمام المدارس وبين الحارات المأهولة بالمدنيين وعلى جوانب الطرقات الرئيسية مع حملة تعقيم لتلك المناطق
وقمنا أيضاً بحملة تشجير بعد أن شهدت السويداء عمليات إعدام الغطاء النباتي وقطع الأشجار بقصد التدفئة وبقصد التجارة بها، حيث تم زرع 500 شجرة مثمرة في بلدة المزرعة في ريف السويداء الغربي وذلك من قبل فريق الدفاع المدني التابع لحزب اللواء السوري وهذا بالتزامن مع عدة حملات أطلقها أبناء السويداء في مناطق أخرى نحن في حزب اللواء السوري نشكر جهودهم ونشجع على هذه المبادرات الأهلية بعد أن غياب شبه كامل لدور النظام السوري في المحافظة
اخيرا ما هو المخرج من الازمة المعيشية والاقتصادية؟ ما هي الافكار التي يطرحها الحزب من اجل حل المشاكل؟ هل يمكن القول ان الحزب يسعى الى 'تغيير النظام'؟
من أهم أهداف الحزب الذي انطلق في محافظة السويداء جنوب سورية في شهر تموز عام 2021: العمل على الانتقال من الحكم الاستبدادي الى الحكم الديمقراطي الرشيد وتعدد السلطات والانتقال السلمي للسلطات، وبناء هوية وطنية سورية واحدة تحترم التعددية، إضافةً الى التأكيد على وحدة الأراضي السورية، فنحن اليوم في حزب اللواء السوري نسعى لتحقيق تلك الأهداف ونبذل قصارى جهدنا لتأمين حياة حرة كريمة للمواطنين.