مع مرور السنوات من الحرب في سوريا قد يصبح من السهل ان نعتبر الأموات مجرد إحصائية, خاصةً المدنيين الذين قتلوا في ظروف غامضة في شتى مناطق البلد, الا انني ارفض هذا الأسلوب واعتقد انه من الواجب ان نوثق قصصهم. فاقدم اليكم اليوم قصة الشهيد المظلوم شادي (أبو يعرب) من قرية كفتين في منطقة جبل السماق (ريف إدلب الشمالي) والتي هي تحت سيطرة الفصيل المسلح الذي يسمي نفسه <<هيئة تحرير الشام>>. انه معروف بين بعض سكان القرية ك<<شهيد الغدر>> ويشير ذلك العنوان الى مقتله على أيادي خاطفيه. واعتمدت على شهادة فرد من افراد أهله إضافة الى شهادة صديق له لكي اوثق سيرة الشهيد.
كان الشهيد شادي من مواليد ٢٠٠٣ ومن سكان كفتين الأصليين. وكان أعزب وكان طالباً في الصف العاشر من المدرسة وكان يعمل في سوبرماركت ليدعم عائلته. فكان يدرس صباحاً وكان يعمل مساءً. فيوماً كان يعمل في المحل عندما اقدمت عصابة مسلحة متكونة من ملثمين على المحل وقامت بخطفه. وكان ذلك بتأريخ ٢٧ كانون الثاني عام ٢٠١٩. وبعد ثلاثة أيام بخطفه تم الإتصال على رقم جوال الشهيد الذي بقي في المحل وطلب الخاطفون مبلغ فدية وكان قدره ١٠٠٠٠٠ دولار أمريكي, وأرسل الخاطفون صورة عن شادي الى الجوال ليعلم أهله انه محجوز عندهم وثم قطعوا الإتصال.
وبعد خطفه بأسبوع, لم يعرف أهل شادي هوية الخاطفين ولا مكان تواجده وإتصل احد الخاطفين وهدد أهل شادي بتغريبه للأبد اذا لم يقم أهله بدفع مبلغ الفدية وثم إنقطع الإتصال من جديد. ومع ان أهل شادي حاول ان يتواصل مع الأرقام التي تواصل بها الخاطفون مع أهل الشهيد ليتفاوض على اطلاق سراحه, لم يستطع ان يتواصل معهم.
وأخيراً بتأريخ ٧ شباط عام ٢٠١٩ تلقى أهل شادي نبأ إستشهاده ففقد تم مقتله برصاص وتم رمي جثمانه في مدخل القرية على طريق الشيخ ضاهر الذي كان يحبه وحتى سمى بعض اهل الضيعة الطريق <<طريق شادي>> تكريماً للشهيد. وتم إحضاره من قبل وجهاء القرية وثم دفن الشهيد في مقبرة القرية حسب العادات والأصول الإسلامية.
ولحد الآن هوية الخاطفين والقاتلين مجهولة.
وهذه هي سيرة الشهيد المظلوم بإختصار لكي لا ننساه.