لقد تبنت "سرايا أنصار السنة" التفجير الذي استهدف كنيسة "مار إلياس" في دمشق، بينما تصر وزارة الداخلية على أنّ خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "رسميا" مسؤولة عن التفجير، وقالت في المقابل إنّ سرايا أنصار السنة "تنظيم وهمي" ، لتناقض كلامها مع القول بأنّ سرايا انصار السنة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، وكأنّ السرايا ليست تنظيماً وهمياً بالفعل.
من جانبي، أود ان اسلط الضوء الموضوعي على سرايا أنصار السنة ومواقفها فاليكم مقابلة أجريتها مع الدكتور أبي الفتح الشامي وهو الشرعي العام للسرايا.
١. متى تم تأسيس سرايا انصار السنة وما كانت اسباب تشكيلها؟ كان عناصرها تابعين لفصائل اخرى مثل هيئة تحرير الشام اصلا؟ ٢
. ما موقفكم من الحكومة السورية الجديدة وهيئة تحرير الشام؟ يمكن اعتبار هيئة تحرير الشام فصيلا مرتدا؟ ٣
. ما موقفكم من جماعة الدولة الاسلامية؟ ٤
. ما موقفكم من هذه الطوائف في سورية: العلويون (النصيرية) الدروز والشيعة الجعفريون (الاثناعشرية)؟ وما هي اسس مواقفكم من هذه الطوائف؟ وكيف يجب ان تتعامل معهم الحكومة؟ ٥
. ما موقفكم من المسيحيين في البلد؟ يجب فرض الجزية عليهم؟ ٦
. ما موقفكم من العلاقات بين 'اسرائيل' والحكومة السورية حاليا؟ ٧
. اخيرا ما موقفكم من القتال الدائر بين 'اسرائيل' وايران؟
الجواب: بعد حمد رب العالمين، والصلاة على رسوله الأمين، أقول: ج1: انبثقت سَرايا أَنْصار السُّنَّة في بلاد الشام، قبيل انهيار حكم الردَّة والظلام، على يد الشيخ أبي عائشة فارس الميدان ومرابط السهام. وكان تأسيسها مقصودًا لا مرتجلًا، غايتها ضرب المرتدِّين في عقر دارهم، والنفاذ إلى سويداء صفوفهم، خلسة من بين الثغرات، ودقيقًا بين الشِّعاب والممرات. أما جنودها؛ فهم مزيجٌ من منشقٍ عن جند الطغيان، ومدنيٍّ نفض عن قلبه غبار التردد والخذلان.
ج2: وأما حكومة الجولاني فإنا نُكفِّرها صراحةً لا تورية، ونبرأُ منها جهرًا لا خفية، وقد فصَّلنا في بيان ردَّتِهاتفصيلًا، وأقمنا على كفرها الدليل والبرهان تأصيلًا، في مواضع شتَّى ومقالاتٍ جُلَّى، منشورة في حساباتنا الرسمية لمن أراد الحقَّ وتوخَّى.
ج3: بَيَّنا مَوقفنا من الدَّو.لة الإسلا.ميَّة في غير موضعٍ ومقام، وأوضحنا للخاصِّ والعام، أنَّا لا نتبعهم ولم نُبايعهم؛ فليس بيننا وبينهم عهد ولا التزام، ولا بيعة تُلزمنا ولا نظام.
ج4: التَّكفير عندنا حكمٌ رباني، لا عاطفة فيه ولا تزيينٌ لساني، وموقفنا من الطَّوائف المذكورة هو موقف كل مسلم لا يداجي في الدين، ولا يُراوغ في التبيين: نُكفِّرهم عيانًا، لا تلميحًا ولا تهيُّبًا، لما وقعوا فيه من كفرٍ ضلُّوا به السبيل، وشركٍ جحدوا به الدليل. وأما الحكومة التي تدَّعي الإسلام، وتنتسب إلى دار الإيمان؛ فحقٌّ عليها أن تُعامِل أولئك الطوائف معاملة الشرع فيهم، وتصون مجالس الصالحين من دنس المرتدِّين، وتحفظ مراتب المحسنين من تَسَلُّل الغادرين؛ فإنَّ في مداهنتهم مذلَّة، وفي توقيرهم مهانة، وفي ترك زجرهم خيانة!
ج5: موقفنا من النصارى هو موقف الحق لا الهوى، ومقتضى الشرع لا أهواء الورى: إمَّا الإسلام والهدى، أو جزيةٌ تُؤدَّى، أو حدٌّ يُمضى ويُقضى.
ج6: لا نرضى بالتَّطبيع مع كيانٍ غاصب، ولا نسلِّم له بسلامٍ كاذب -مهما تلوَّنت المصالح، وتزيَّفت المقاصد- فلا صُلح مع من دنَّس، ولا عهد لمن نجَّس. وأمَّا الهدنة فلها في كتب الفقه ميزانٌ، ولها من العلماء بيانٌ، لا تُعقد إلا بشروط بيَّنوها في مصنَّفاتهم، ولا تُقرّ إلا بحدودٍ ضبطوها في مؤلفاتهم.
ج7: الحرب بين إيران وإسْرَائيل ليست حربنا ولا همَّنا، وليست لنا فيها قِبلة، ولا عليها لنا قِبالة. والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل. د. أبو الفتح الشامي