في سياق ضرباتها على إيران رداً على الضربات الإيرانية التي استهدفت إسرائيل ثأراً لقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، شنت إسرائي هجوماً جديداً على منطقة ازرع الواقعة في محافظة درعا بجنوب سوريا. مع أنّ هناك الكثير من التعليقات على ما سيجري الآن، يبدو أنّ الجهود الإعلامية في التواصل مع السكان القاطنين في المنطقة المحلية التي وقعت فيها الضربات والتعرف على موقفهم من الأحداث ناقصة. وهذا التقصير مؤسف، إلا أنّه جزء من مشكلة كبيرة في التغطية الإعلامية، فمع المئات من الضربات الإسرائيلية على مر السنين، بالكاد لم يتواصل الإعلام والمحللون مع الناس الذين يعيشون في المناطق التي تعرضت للضربات.
نظراً لهذا التقصير، قررت أن اجري مقابلة مع أحد من مدينة غباغب بريف درعا الشمالي، وهي تقع الى شمال المنطفة المستهدفة.
بالليل قيل إنّ الطيران الاسرائيلي قصف منطقة ازرع بدرعا. هل سمعت في اصوات الطيران والقصف وهل رأيت شيئاً بالسماء؟
حقيقة حصل العدوان الصهيوني على حسب البيان العسكري بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل وفي هذا الوقت كنت نائماً ولم استيقظ من جراء الأصوات وعلى ما اعتقد ان الاستهداف كان بالصواريخ من فوق الجولان المحتل لذلك لايوجد صوت لهدير الطائرات المعادية فوق سماء المحافظة
برأيك ما هي اسباب هذا العدوان الجديد على سوريا؟
العدوان الجديد على سوريا على مايبدو كان الاستهداف لوحدة للدفاع الجوي ايضا على حسب البيان العسكري والسبب برأيي هو استكمال للاعتداءات السابقة بضرب البنية التحتية للدفاع الجوي السوري حتى يسمح للطيران الصهيوني بالمرور بحرية من أجل ضرب اهداف داخل العمق السوري او ضرب اهداف داخل العمق الايراني والمنطقة المستهدفة هي محطة رادار تكشف تحليق الطيران المعادي الصهيوني
يتباكى العالم على ما يجري في غزة من قصف، بينما سكت عن المئات من الضربات الاسرائيلية على سوريا على مر السنين، من دون اي ادانة. برأيك ما هي اسباب هذا الفرق في ردة فعل الناس؟
بالنسبة لدول العالم فتتخذ المواقف على حسب مصالحهم وخصوصا الدول الكيرى في مجلس الأمن التي ترعى الدولة الصهيونية لذلك هم في صف الكيان الصهيوني هذا اولا وثانيا يتم تشكيل الرأي العام العالمي والمحلي من خلال كبريات المحطات الفضائية وهذه المحطات من خلفها الدول التي ترعاها . فتقف هذه المحطات بشكل مباشر او غير مباشر مع امريكا ومن خلالها الكيان الصهيوني لذلك لاتوجه هذه المحطات تغطيتها وتحريضها ضد امريكا والكيان الصهيوني كما تفعل ضد سورية وحلفائها
مشاهد من استهداف منطقة ازراع من قبل العدوان الإسرائيلي |
وأحيانا رأينا ان بعض 'المعارضين' يفرحون بالضربات الاسرائيلية على سوريا. ما هي رسالتك لهم؟
كما قلت في جوابي السابق الاخوة في المعارضة هم واهمون ومن خلال هذه المحطات تم اعادة تشكيل وعيهم بحيث اصبحوا يرون ان هذا الصراع هو صراع ايراني اسرائيلي ولسنا طرفا فيه مع أن الصراع العربي الصهيوني هو صراع قديم منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 وماقبل اي قبل الثورة في ايران عام 1979 لذلك اساس الصراع هو عربي صهيوني بشكل عام وسوري صهيوني بشكل خاص والدور الإيراني هو مكمل ومساند وانا كمواطن سوري وخصوصا من ريف درعا وهي مسرح عمليات حرب عام 1973 : لنا تاريخ وذاكرة وشهداء من هذه الحرب اي قبل الثورة في ايران لذلك اقول لاخوتنا في المعارضة انتم واهمون والصهاينة لايفرقون بين سوري معارض وآخر مؤيد لحكومته وهدفها النهائي هو تفتيتنا وتقسيمنا وسلب خيراتنا وقبل ذلك زرع الفوضى في مناطقنا التي هي قريبة من الكيان الصهيوني ليسهل تحقيق اهدافها
بشكل عام يمكن القول ان سياسة الحكومة السورية ازاء الضربات الاسرائيلية عبارة عن ضبط النفس؟ ان كان الامر كذلك فلماذا؟ يمكن القول ان الحكومة السورية لا تريد حرباً؟
باعتقادي ولست محللاً سياسياً او عسكرياً ولا املك معلومات ما تفكر به الحكومة: إن الحرب الدائرة في سورية منذ العام 2011 اثرت في مناح عديدة منها الاستعداد العسكري للحرب مع الكيان الصهيوني وكما تعلم أن عقيدة الجيش العربي السوري هو العداء مع الصهاينة وتحرير الارض المحتلة ومساندة المقاومات في فلسطين ولبنان. وايضا واثرت الحرب في الاقتصاد والوحدة الوطنية ، فضلاً عن الاحتلالات الامريكية والتركية والقاعدية والداعشية لذلك ونظراً لعدم قدرة الجيش على دعم المقاومات في فلسطين ولبنان، يرى الصهاينة انه هذا الوقت المناسب لضرب البنية التحتية للجيش العربي السوري بالتالي كما يقولون الدهر يومان يوم لك ويوم عليك.
انت كمواطن سوري في محافظة درعا هذ تخاف من عواقب اندلاع حرب شاملة في المنطقة؟ وهل يخاف اهالي درعا والمواطنون السوريون بشكل عام من ذلك؟
طبعا نحن مع هذه الحرب عندما تكون الحكومة السورية والجيش العربي السوري مستعدين لها وونحن مع ما يحقق اهدافنا ومصالحنا لذلك نحن نتمنى ان يحصل مثل هذه الحرب لكسر شوكة الصهاينة وامريكا وعندها سوف يتحول الوضع الداخلي الى الهدوء والاستقرار
اخيراً ما هي رسالتك للعالم حول الضربات الاسرائيلية المستمرة على سوريا؟
العالم لايسمع ولايرى الا ماهو يريد ان يسمع وأن يرى لذلك لا احد يعول على ضمير هذا العالم واقصد الدول والحكومات المساندة للكيان الصهيوني وللاسف هي الدول الوازنة في العالم ومحلس الامن سوف نبقى نقاوم حتى الله يأذن بالفرج والنصر بالنهاية اشكرك استاذ ايمن على اتاحة هذه الفرصة لي لاعبر عن مايجول في عقل وقلب مواطن سوري وابن درعا للعالم ومتابعيك