في ظل الصراع بين اسرائيل وحماس، هناك مخواف أمريكية من استهداف القوات الأمريكية الموجودة في سوريا والعراق من قبل التشكيلات التي تدعمها إيران، فضلاً عن احتمالية تصاعد في الهجمات على القوات الأمريكية في حال قيام اسرائيل بغزو غزة بهدف القضاء على حماس.
ولا نستغرب هذه الهجمات حيث استمرت مند سنين في محاولة طرد القوات الأمريكية من سوريا والعراق، ومن المنطقي أن نتوقع تصاعداً في ظل الدعم الأمريكي لاسرائيل في الماضي واثناء الصراع الجاري، بل من المعقول أن نعدّ الوجود الأمريكي في منطقة التنف على وجه التحديد خدمةً لاسرائيل، بما أنّ الغاية الرئيسية وراء فرز الجنود الأمريكان الى تلك المنطقة هي منع ما يسمى ب"طريق بري" ابتداءً من إيران ووصولاً الى لبنان، بدلاً من الذريعة الأمريكية الرسمية المتمثلة في "مكافحة داعش" . بعبارة أخرى، تسعى المهمة الأمريكية في التنف الى تخفيض التهديد المدرك لاسرائيل من قبل تشكيلات محور المقاومة، مهما قال المسؤولون الأمريكان في الأمر.
على الرغم من كل ذلك، إلا أنّ التشكيلات المدعومة من قبل الحرس الثوري ما زالت تقوم بواجباتها في مكافحة داعش في منطقة البادية، وفي الفترة الأخيرة ارتقى مقاتل بارز من مرتبات هذه التشكيلات. إنّه المقاتل وسام علي غريب، من مرتبات "المقاومة الإسلامية في سوريا- القوة ٣١٣"، وهو ارتقى في منطقة اثريا التي تشكل جزءً من البادية. وأكتب سيرة المقاتل هنا لسجلات التاريخ.
ولد وسام في عام ١٩٨٩ وهو من سكان منطقة السيدة زينب. درس وسام حتى اكمال المرحلة الإعدادية، ومن ثم اشتغل في محل أحذية من أجل مساعدة ابيه وأهله، الى أن التحق بتشكيلات الحرس الثوري في عام ٢٠١٤، فبدأت مسيرته على طريق القتال ودرب محور المقاومة.
وشارك وسام في المعارك التي دارت في هذه المناطق:
. حلب
. حماه
. تدمر
. دير الزور
. اللاذقية
. اثريا
. درعا
. التنف
وفي سياق دوره في القوة ٣١٣، أصبح وسام في النهاية المرافق الشخصي لقائد فوج حضرة عباس، ألا وهو الحاج أبو حيدر من الحرس الثوري. وفي النهاية ارتقى وسام في هجوم داعشي على قوات الفوج في منطقة اثريا، وذلك في منتصف هذا الشهر. واثناء هذا الهجوم تعرض الجاح أبو حيدر لاصابة.
كان وسام متزوجاً ولديه ٣ أطفال، وعمر أكبرهم ٨ سنوات. وأخيراً اليكم المزيد من الصور لوسام.