خلال السنوات الأخيرة وخاصة بعد اغتيال أبي مهدي المهندس وقاسم سلمياني من قبل الولايات المتحدة، ظهرت العديد من الجماعات الجديدة معلنةً عن وجودها عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي، وهي تتسمى ب"المقاومة الإسلامية" وتركّز على استهداف القوات الأمريكية في العراق بهدف اخراج ما يُعتبر "قوة محتلة" من البلد. تجدر الإشارة الى أنّ تلك القوات منتشرة في البلد بشكل رسمي من أجل مساعدة الحكومة العراقية في العمليات المستمرة ضد داعش التي انخفضت نشاطاتها لتصل الى مستوى منخفض جداً ولم تشهد فجراً جديداً كما توقع المتشائمون.
أما الجماعات الجديدة التي برزت بهدف اخراج "الاحتلال" الأمريكي من البلد غامضة بحيث أنّ معظم المعلومات التي وصلتنا تأتي مما تقوله هذه الجماعات حول أنفسها على وسائل التواصل الإجتماعي أو مما تقوله منصات مناصرة للمقاومة حولها. ويثير غموض طبيعة هذه الجماعات العديدة من الأسئلة. هل هذه الجماعات جديدة فعلاً أم جماعات واجهة لفصائل قديمة من المقاومة وهي مندمجة ضمن هيئة الحشد الشعبي ولذلك لا يجوز لها أن تستهدف القوات الأمريكية تحت أسمائها كونها قوات حكومية رسمية تابعة للحكومة العراقية؟ وما هي علاقة هذه الجماعات بإيران؟
وعلى الرغم من أنّه يمكن الاستنباط على أساس استخراج بيانات على وسائل التواصل الإجتماعي ومقارنتها، إلا أنّه ينبغي لنا أن نعتر بأنّ هناك حدوداً لدرجة معرفتنا. لذلك علينا أن نحاول آن نتواصل مع هذه الجماعات وننشر مقابلات معها من دون التزييف أو حذف شيء بسبب أجندة ما.
في هذا الصدد تواصلت مع جماعة "أصحاب الكهف" وهي من أشهر الجماعات الجديدة المستهدفة للقوات الأمريكية وأجريت مقابلة معها حول تاريخها ووجهة نظرها من اخراج الوجود الأمريكي من العراق ومسائل أخرى مثل نسب مقتل المعلم الأمريكي لها السنة الماضية.
أجريت هذه المقابلة بتاريخ 25 نيسان عام 2023
متى تم تشكيل أصحاب الكهف ولماذا اخترتم هذا الاسم لفصيلكم؟ وما هي الحاجة الى هذا الفصيل حيث توجد عدة فصائل من المقاومة الإسلامية تسعى الى اخراج الاحتلال الأمريكي من العراق؟
بسم الله وصلى الله على محمد وعلي والآل الكرام
اهلا بك اخي
تاريخ انطلاق النواة الاولى في عام 2017 وكانت حينها العمليات تتم من غير تبنٍ بسبب الوضع السياسي وقتها وايضا ميول اطراف كثيرة باتجاه الامريكي خصوصا كان اغلب السياسيين يتجهون صوب الامريكان في فترة داعش
اما بخصوص الاسم تيمنا بأصحاب الكهف وقصتهم المعروفة حيث كان عددهم قليل ولا يعلم احد بنشاطهم وكانوا يعملون وفق الرؤيا السماوية التي كان الاغلب
بالضد منها وهم يدعون الانتماء للكنيسة حتى تغيرت الثوابت واصبحت الكنائس ودير اليهود متشابهة ،وكان يجب عليهم كتمان عملهم كي لا يُعرفوا وبنفس الوقت القيام بتكليفهم الشرعي وايضا في الاثر ان اصحاب الكهف هم اصحاب القائم صلوات الله عليه في آخر الزمان وسيكونون معه ومن انصاره في قيامه المبارك عجل الله فرجه وايضا اخترنا هذا الإسم بسبب أهمية هذه السورة في القرآن والآثار حولها في الثقافة الاسلامية ومنها قرأ رأس إمامنا وسيدنا الحسين بن علي صلوات الله عليهم آيات بينات
اما فيما يخص الحاجة لتشكيل فصيل جديد،فلو كان المؤسس نفسه من اسس الفصائل السابقة فيكون السؤال في محله ويحتاج اجابة ،اما في الواقع فهذا الفصيل تشكل بأعداد قليلة جدا حركهم التكليف الشرعي بسبب التهديدات الامنية والثقافية والعسكرية والاقتصادية من قبل الاحتلال الامريكي كمنفذ وبتخطيط الانكليز وادارة الاسرائيلي ونعتقد حينها ان الاخوة الاخرين المعنيين بالمقاومة الاسلامية لم يتعاملوا مع تهديدات العدو بالشكل المطلوب والا لأنتفت الحاجة لتشكيل فصيل خصوصا انه يحتاج لاذونات شرعية ومسؤولية شرعية
هل لديكم اي ارتباط باي فصيل من الفصائل الأخرى؟ على سبيل المثال يقول البعض إنّ الأسماء الجديدة هي تغطية للفصائل القديمة الموجودة من أجل مكافحة الاحتلال الأمريكي بما أنّ العمل تحت الأسماء الموجودة ممنوع لأنّ تلك الفصائل تعمل تحت هيئة الحشد الشعبي ولذلك لا يجوز لها أن تستهدف الاحتلال الأمريكي تحت أسمائها المعروفة. حتى أوضح هذه النقطة يقول البعض مثلا إنّ أصحاب الكهف هي مجرد اسم آخر لحركة النجباء (على سبيل المثال). فما تعليقكم على ذلك؟ وهل كان أفراد الجماعة تابعين لفصائل أخرى سابقاَ؟
بسم الله
لا يوجد لدينا أي ارتباط مع أي فصيل سواء من الفصائل القديمة او المستحدثة كما يسمونها ولا مع أي جهة حشدية او سياسية
وسابقا كان معهد واشنطن وصحف غربية كثيرة واجهزة أمنية عراقية والاستخبارات الأمريكية وباقي اجهزة الاستخبارات الاجنبية العاملة في العراق والاعلام العراقي تؤكد بأن اصحاب الكهف تابع لفصيل كتائب حزب الله واخذوا فترة طويلة بهذا الرأي
ثم بعد مرور فترة اتجهوا باتجاه فصيل عصائب اهل الحق وايضا اخذوا فترة طويلة
وبعد فترة اتجهوا باتجاه فصيل حركة النجباء ولا نعلم بعدها أين سيكون اسمنا حسب معلومات العدو الخاطئة جدا جدا
ونؤكد بأننا فصيل لا علاقة له بالفصائل الاخرى ولا يوجد أي تنسيق او تواصل بيننا ونتصور حتى في الفترات القادمة لن يكون تنسيق او تواصل
ونعتقد بأن المتتبع لمواقفنا ونشاطنا سيجد بأننا نسير وفق رؤيا مختلفة عن باقي اخوتنا في الفصائل مع كل الاحترام لهم ونسال الله لهم التوفيق وحسن العاقبة
هل يساعدكم الأصدقاء الإيرانيون في عملياتكم؟ أو الفصيل يعتمد على الدعم الذاتي؟
كل صراحة حتى لو لم يتقبل الاخرون هذا الكلام لكن نؤكد بأننا لا نتلقى المساعدة من الاصدقاء كما عبرتم وهم اخوتنا ونكن لهم الاحترام لكن دعمنا ذاتي وللإخوة في اصحاب الكهف اختصاصات وكوادر في مختلف تخصصات العمل التنظيمي
دافع البعض عن وجود الاحتلال الأمريكي حيث يصوّرونه على أنّه يساعد القوات الحكومية في مكافحة داعش وهي موجودة بترخيص من الحكومة العراقية. فما ردكم على هذا الكلام؟ وما هي الفوائد من اخراج الاحتلال من البلد؟
بسم الله
من يدافع عن وجود الاحتلال في بلده هو واحد من اثنين
اما لا يفهم ما يجري من حوله وجاهل بامور الحياة المادية فضلا عن الاعتقاد الديني
او خبيث مستفيد من بقاء العدو ويروج ويدعو لبقائه
القوات الامريكية المحتلة ثابت عليها بالوثائق الفيديوية والصور وآلاف التقارير والمواد الصوتية الموجودة لدى استخبارات المقاومة الاسلامية وايضا موجودة لدى غيرنا بأنهم يوفرون التدريب والدعم والتوجيه للتنظيمات الارهابية المتطرفة ومنها داعش وايضا الامريكان واصدقاؤهم الغربيون يديرون الفتنة في العراق بين السنة والشيعة والشيعة فيما بينهم والقوات الامريكية توفر مصداً عسكرياً متقدماً للدفاع عن الكيان الاسرائيلي المؤقت
فضلا عن ما نعتقده على المستوى الشرعي هم والآخرون في الناتو ولفيفهم العالمي
اما الفوائد كثيرة ومنها بايجاز
ملف الكهرباء الذي تسيطر عليه شركة جنرال الكترك وباقي الشركات التي تأتي بعدها وكلها بيد الأمريكي والقوى الاجنبية في العراق
الملف الامني أيضا الأمريكي واخوته الشياطين الغربيون يشرفون على عمل الأجهزة الامنية العراقية وهو مجموعة برامج تجسسية بالضد من العراق نفسه او ضد من يعتبرهم الأمريكي واخوته اعداء لهم كإيران وحزب الله وسوريا حيث يستخدمون العراق واجهزته الامنية كمنطلق استخباري وعملياتي بالضد منهم وايضا يوفرون الغطاء لعمل الاسرائيلي وتخفيه بعناوينهم لتنفيذ اهداف خبيثة في العراق
ويقومون بالتجسس بكل الاوقات على الاجواء العراقية والسيطرة عليها ولا يعرف احد ما يُدخله الأمريكي وما يخرجه من العراق
الملف الاقتصادي ولا يحتاج لأي تفصيل من البنك الدولي والسيطرة على الاموال العراقية وازمة الدولار الاخيرة والسيطرة على النفط العراقي وعقد الاتفاقات مع الدول الصديقة لإسرائيل وأمريكا من أجل توفير الدعم لهم على حساب الشعب العراقي كالغاز العراقي المسروق للأردن ومن ثم اسرائيل وعقود النفط الكبيرة التي تسيطر عليها شركة جي فور اس الانكليزية التي تنفذ برامج امنية خبيثة في العراق والمنطقة والسيطرة على مواقع استخراج النفط في البصرة وصلاح الدين وكركوك.
ويقومون بتحريض الاكراد بشكل مستمر على عدم الانصياع للحكومات المركزية وعلى اخذ حقوق الكرد والعرب وحمايتهم، وذلك من أجل المصالح الأمريكية والاسرائيلية في المنطقة
وهم يتدخلون بشكل سافر في عمل الوزارات العراقية منذ سقوط نظام صدام حتى الان ولهم الرأي المهم في الساحة العراقية
الهجوم الثقافي المستمر على الثقافة الدينية في العراق وعلى الاعراف والتقاليد ومحاولات مسخ اهل هذا البلد من خلال افكارهم الهدامة كالميوعة والتحلل الاسري واشاعة الفاحشة في المجتمع والتشجيع على الخمور وتغيير الذوق والطبيعة الانسانية بما يحب وما يراه قبيح الانسان. ويجب افهام الناس بأن كل ما ذكر هو يسمى( ثقافة) وهو فعلا ثقافة لكنه شيطاني ويؤدي الى ضياع الانسان طبعا وفق قناعاتنا وثقافتنا الاسلامية
كل ما ذُكر هو تدخل سلبي في العراق واذا انجلى هذا الشيطان عن العراق نعتقد سيكون الوضع في العراق معاكس تماما وهو الخير ان شاء الله تعالى
نسبت منصات إعلامية اليكم تبني عملية قتل معلم أمريكي في بغداد السنة الماضية. ما ردكم على هذا الادعاء؟ أنا لم أر بيان التبني. بشكل عام ما هو موقفكم من استهداف المدنيين الأمريكان في العراق لا يوجد لهم أي علاقة بقوات الاحتلال؟
بسم الله
بهذا الخصوص قام الاخوة في الاعلام الحربي وقتها بإصدار بيان تناول أمور اخرى لكنهم تطرقوابنقطة لموضوع ضابط الاستخبارات (ترول) او ما يسميه الناس في الاعلام المعلم وحينها كانت النقطة (بخصوص مقتل الشخص الأمريكي في الكرادة لم نقم بإصدار اي بيان تبني للحادث)
والان نعيد ما قالوه الاخوة حينها لم نقم بإصدار اي بيان تبني بخصوص هذا الحادث وتوالت الصحف والقنوات حينها على نقل بيان مزور لنا وليس حقيقي اطلاقا
الشق الاخر من السؤال
قطعا لا يوجد أي مبرر امني او شرعي لقتل الامريكي المدني وهذا غير جائز شرعا لدينا لكن هل يوجد أمريكي مدني في العراق المصنف من دول العالم الثالث وهو يشابه افغانستان امنيا بحسب الإعلام الغربي ،
وهل كان ترول وفريقه الكبير جدا المنتشر في فلسطين والاردن ومصر والامارات والعراق والانشطة المحدودة امنيا جدا في ايران وافغانستان والمانيا ودول امريكا اللاتينية وروسيا واندونيسيا والقليلة جدا في الصين وووووو مدنيون مثلا ! المشكلة ان الاسرائيلي والامريكي والانكليزي يتصورون بأن الوضع في غرب آسيا كما السابق والحقيقة ليست كذلك
الاجنبي الذي يتجسس ويقوم بدور خبيث بمختلف مناصبه يجب أن يُحيد عن المشهد الامني والسياسي ليعم الاستقرار في بلداننا
كيف تقيمون الوضع الحالي في العراق تحت الحكومة الجديدة؟ لديكم رسالة لهذه الحكومة؟
بسم الله
لا تختلف هذه الحكومة كثيرا عن الحكومات التي سبقت ولا عن التي ستلحق بسبب الوجود الامريكي والاجنبي في العراق وسيطرتهم على القرار السياسي وعلى الاجهزة الامنية من خلال غطاء التحالف فهم يجندون العشرات من مسؤولي الاجهزة الامنية بشكل يومي
بالأخير الأمريكي يتصرف بحرية تامة من قبل الحكومة وحادثة اسقاط طائرتهم المسيرة قبل يومين خير شاهد قاموا بإنزال جوي من خلال طائراتهم وسيطروا على ما تبقى منها بعد ان تم اصابتها في الجو وقام بعض المسؤولين بإصدار تقارير تنافي الحقيقة حيث قالوا انها لم تتعرض لاسقاط بل يوجد خلل فني وفي الحقيقة سيحرجون جدا إذا صدر امر من الاخوة بنشر الفيديو الذي يوثق اصابتها
رسالتنا لها وان كانت غير مسموعة، أن تهتم بالشعب العراقي بشكل حقيقي لا اعلاميا بهدف خداع الناس كي يعاد انتخابها وكسب المغانم. بدلاً من ذلك، يجب أن تتحد مع من يشاركها الاعتقاد الديني والحدود الجغرافية والعادات والتقاليد كي يكون لهذه الشعوب الرأي وخير بلدانهم خاصة شعبنا العراقي العزيز