بعد حوالي ثلاثة أسابيع من مقتل الشهيد المظلوم حكمت هداد من قرية كوكو في جبل السماق (وسكّانه من الطائفة الدرزية أصلاً)، يقدّم الجبل شهيدين مظلومين من جديد ألا وهما تركي بياس (أبو مركز) وزوجته (هدى ذيبار). وهنا أقدّم بعض تفاصيل سيرة تركي حتى لا ننساه ونكرّم ذكره.
لم يدرس الشهيد في جامعة وكان عمره ٦٥ سنة وقت إستشهاده كما لم يكن من الأثرياء ولا من وجهاء البلدة، ولم يتدخل في الأمور الحساسة في القرية ولا المنطقة، وأنّما كان رجلاً بسيطاً ومن السكّان العاديين. ولديه إبنان وهما يقيمان في دمشق منذ وقت ما قبل الحرب. ولكنه بقي في قرية كفتين وكان صاحب محل بقالة في الحارة الشرقية للقرية، مع أنّ بيته موجود في غرب القرية. وكما هو الحال مع الشهيد المظلوم حكمت هداد، لا يشهد من تعامل معه بشكل دوري على اي مشاكل بينه وبين أي واحد من سكّان القرية ولم يكن له أي أعداء معروفين في القرية. كان يذهب الى الدوام ويرجع الى بيته كل يوم حتى يأخذ لقمة العيش.
وتفاجأنا بخبر استشهاد تركي وزوجته البارحة. يقال انّ رجلاً ملثماً قتلهما عند عودتهما إلى البيت وكان القاتل يركب دراجة نارية، كما يقال انّ مقترف الجريمة أخد هاتف الشهيد تركي، إلا أنّ هناك شكوكاً في أنّ القتل كان لسبب مادي بسيط. هناك الكثير من الاحتماليات: مثلاً هل كان القاتل ممن لا يزال يكفّر سكان جبل السماق الأصليين؟
هذه سيرة الشهيد المظلوم باختصار ونسأل الله ان يرحم الشهيدين تركي وزوجته هدى.