بالكاد لا يمر يوم في سوريا الا ونسمع عن حادثة اغتيال. وبالنسبة لكثير من هذه الاغتيالات، نستطيع ان نستنبط الدوافع بدرجة عالية من الثقة بصحة الاستنباط: على سبيل المثال، عندما تتبنى داعش اغتيال مسؤولين محليين يعملون مع "قوات سوريا الديمقراطية" أو عندما يتم استهداف عناصر قوات الحكومة السورية في محافظة درعا الجنوبية" ، وفي القابل، تبقى حوادث أخرى غانضة في ظروفها ومن المرجح ان تبقى محاولات لمعرفة الدوافع تخمينية الء جد ما. وربما آخر الأمثلة على ذلك هو اغتيال حكمت هداد من قرية كوكو في منطقة جبل السماق (شمال محافطة إدلب)، حيث قتل اليوم.
وليس قتل حكمت أول حادثة من نوعها في القرية، فمع الأسف قُتل منصور حجيز وزوجته في آذار ٢٠٢١، ولكنه يبدو انهما قُتلا لأنهما وجدا سارقاً في بيتهما فقتلهما. اما في حال مقتل حكمت، يقال انه قتل بثلاث طلقات أطلقها مجهولون يركبون دراجة نارية على طريق كوكو جنب القرية.
يمكن القول بان حياة الشهيد حكمت تمثّل بساطة حياة الكثير من سكان جبل السماق. كان عمره يبلغ ٣٤ سنة ولم يحصل على شهادة جامعية ولم يكن من وجهاء القرية وانما كان رجلا بسيطاً من القرية وكان يرعى الأغنام. كان متزوجاً وله ثلاثة أطفال بينما يسكن والداه خارج جبل السماق. كان معروفاً ببساطته وتواضعه ولم يكن له اي اعداء شخصيين معروفين في كوكو ولا في مكان غيرها.
هل قُتل على أيدي مجرمين انتهازيين؟ هل تم استهدافه من قبل متشددين في ادلب يعملون خارج نطاق حكم القانون والنظام الذي أسسته هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ، بحيث انهم يكفرون سكان جبل السماق الأصليين بسبب أصولهم الدرزية، وهذا عكس موقف الهيئة التي تقبل بدخول السكان الى الإسلام؟ بالطبع تكون هذه الأسئلة تخمينية اذا لم يتم القاء القبض على مرتكبي الجريمة ولم تتم محاسبتهم. ولا نستطيع الا ان تتمنى الخطوات الأخيرة من أجل أهل حكمت خاصةً وأهالي جبل السماق عامةً.
وهذه السيرة المختصرة لسجلات التأريخ حتى لا تنساه الأحيال القادمة.