على تلغرام هناك العديد من القنوات المناصرة لهيئة تحرير الشام ومشروعها بشمال غرب سوريا (ادلب وما حولها). ومن هذه القنوات "سياف الشامي" الذي يتعاطف مع الجهاد على المستوى الدولي ايضا. وبتاريخ ١ تيسان اجريت مقابلة مع "سياف الشامي" بخصوص الوضع العام في الساحة الشامية بعد ١١ سنة من الجهاد. واليكم المقابلة.
رابط القناة:
https://t.me/cham_AL_mlahim
كيف تقيم الوضع العام في الساحة الشامية بعد ١١ سنة من الجهاد؟ قصدي من الناحية العسكرية والناحية الاقتصادية ومن ناحية تحكيم شرع الله.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
عندما نريد تقييم الجهاد الشامي فلابد من تفصيل بعض الأمور ، مر الجهاد الشامي بمحن عظيمة وكثيرة على جميع الأصعدة ، فعلى الصعيد العسكري برز الجهاد الشامي بقوة عسكرية ضخمة في بداية الأحداث في الشام ، لكن كانت هذه القوة تعمل بشكل شبه عشوائي غير منظم ، فكل كتيبة أو فصيل يعمل بشكل شبه منفصل ، وكل فصيل له وجهة نظر في طريقة العمل العسكرية وأولية المناطق التي يجب التركيز عليها ، تحديد توقيت تلك المعارك وتوقفها ، ثم بعد ذلك تدخلت الدول الداعمة لبعض الفصائل بتوجيه تلك المعارك بما يناسب مصالح النفوذ للداعمين ، مما أثر بشكل كبير على سير المعارك وتقهقر بعض جبهات القتال، إلى أن وصلنا إلى الوضع الحالي بإنحسار جبهات القتال في ادلب وريف حلب وأجزاء من جبليِّ الأكراد والتركمان ، ونظراً لهذا الأحداث التي تعلم المجاهدين منها أصعب الدروس، سعت هيئة تحرير الشام لرص الصفوف وجمع الفصائل العاملة في إدلب تحت غرفة عمليات موحدة لجميع المناطق المحررة تحت مسمى غرفة عمليات الفتح المبين ، سعياً لتجاوز أسباب التقهقر الشرعية والكونية بإذن الله ، فيكون بذلك العمل العسكري عمل منظم ومنضبط وبقيادة عسكرية مؤهلة لذلك ، فلن ينجح أي عمل عسكري إلا إن كانت الجهود موحدة وتعمل بقيادة واحدة ، فالقوة العسكرية الموحدة تكون ناجحة وقوية حتى وإن كانت الأعداد والإمكانات قليلة وضعيفة ، ومهما كانت القوة العسكرية كبيرة وهائلة ولكن غير منظمة ولها عدة قيادات وتوجهات فحتماً ستكون ضعيفة وتنهار عند أول مواجهة حقيقية ، وماجيش الإسلام في دوما فصيل أحمد العودة في درعا عنا ببعيد ، كانوا يمتلكون اعداد وعتاد هائل مقابل الفصائل الأخرى ، لكن لم يثبتوا أبداً أمام المليشيات الروسية والايرانية
أما على الصعيد الإقتصادي للمحرر ، فمعلوم أن منطقة إدلب وماحولها لا تمتلك أي ثروات باطنية أو حيوية التي يرتكز عليها الإقتصاد بشكل رئيسي لأي دولة أو منطقة ، لكن بفضل الله الجهات المعنية في المحرر المتمثلة بحكومة الإنقاذ في هذا الوقت تعمل على تقوية البنية الإقتصادية للمحرر عبر إنشاء مدن صناعية وأسواق تجارية ضخمة لتأمين جزء كبير من إحتياجات المحرر من المواد الأولية من الغذاء والدواء وأثاث البناء والمعادن ، وبقية احتياجات المحرر يتم إستيرادها من تركيا عن طريق المعابر التجارية ،
أما من ناحية تحكيم الشريعة في الشام ، فهي قائمة بفضل الله سبحانه وتعالى وفق نهج أهل السنة ، وعلى رأسها دفع العدو الصائل على ديار المسلمين ، فدفع العدو أوجب الواجبات وأساس إقامة الدين ، فالشريعة تقوم على دعوة المسلمين في المحرر وتوعيتهم وتعليمهم أمور دينهم ، ولله الحمد وزارة الأوقاف والمكاتب الدعوية تكاد لا تتوقف برامجهم الدعوية ، لكن عمل البشر لا يخلو من الخطأ أو تقصير ، ويجب أن يفهم جميع العاملين للإسلام أن المجتمعات عاشت في تيه وضلال عقود من الزمن ، ولا يمكن تغير جذري ولمسة سحرية لهذه المجتمعات ، لكن بإذن الله في العمل الدؤوب المنظم والتكاتف بين المسلمين نستطيع بوقت قياسي نصل لما نسعى إليه من إنشاء نظام إسلامي ومجتمع مسلم محافظ يعيش فيه الناس بأمن وعدل وسلام ،
هل توقف الجهاد نظرا لسيطرة تركيا وروسيا على ملف ادلب وما حولها؟ اليس هما من يقرر مصير المنطقة؟
أما الحديث عن توقف الجهاد فهذا لايقوله عاقل منصف متابع عن قرب لساحة الشام ،
تركيا لا تسيطر على ادلب بمفهوم حكم ادلب كما يفهم البعض ، لنقل ماسبب دخول تركيا لإدلب؟
تركيا دخلت لإدلب للحفاظ على أمنها القومي من خلال تأمين شريطها الحدودي من التنظيمات الإنفصالية والميليشات الإيرانية والروسية ، ومتى تحقق هذا الهدف فلن يبقى لتركيا جندي واحد في ادلب وماحولها ، فلو نظرنا بشكل دقيق لهدف تركيا من دخولها العسكري بأكثر من دولة سنجد أن الهدف واحد وهو أمن تركيا القومي وإفشال محاولات الحصار لتركيا ، فتركيا تدخلت في ليبيا وأذربيجان وحدود العراق لنفس الهدوف ونفس الجهات التي تحاول تركيا إبعادها عن حدودها في جميع المناطق التي تدخلت بها ، ففي ليبيا ميليشيات حفتر التابعة لروسية و في أذربيجان أرمينيا المدعومة والموجهة من قبل روسيا وإيران وحدود العراق الميليشيات الشيعية الإيرانية و العراقية ، فنلاحظ أن الهدف واحد والجهات المتحاربة واحدة في جميع المناطق التي ذكرناها سابقاً فالامر ليس متعلق في ادلب فقط ، وهنا من الواضح أن تركيا لو تحقق لها أمنها القومي والشريط الحدود فلا داعي لأي وجود لقوة عسكرية تركية في المنطقة ، والمحرر بفضل الله يحكمه المجاهدين على جميع المستويات ، المجاهدين هم يفتحون المعارك ويتصدون للحملات التي تعجز عنها الجيوش الكبيرة ، وأحداث اوكرانيا أوضحت للجميع مدى شجاعة وبسالة وثبات مجاهدي الشام ، والمحرر اليوم خرج من حرب طاحنة دامت حوالي سنة كاملة فلابد من رص الصفوف وإعداد العدة لما هو قادم بإذن الله ، ومجاهدي الشام وحدهم بعد الله من يقرر مصير ساحة الشام ، فهم أصحاب القضية وأصحاب الأرض
ما هي اهم الدروس التي نستطيع ان نستنتجها من الجهاد الشامي؟
الجهاد الشامي قدم دروس عظيمة جداً في الثبات على المبادئ وقد كشف الوجوه الحقيقة للأنظمة الوظيفية التي وقفت خلف تشكيل ثورات مضادة لثورات الربيع العربي التي انتفضت بها الشعوب المسلمة ، ومن أعظم دروس الثورة السورية أنها أثبتت للجميع أن الحرية والكرامة لا تُنال بالشعرات والمفاوضات والأحزاب السياسية ، بل تُنال بالدعوة والقتال والثبات على المبادئ ، فثمن التراجع والرضوخ أكبر بكثير من ثمن الثبات ولو كان باهظاً
يشتكي البعض من مشاكل الفصائلية وهيمنة هيئة تحرير الشام على منطقة ادلب. ما رايك في هذا الكلام؟
في الحقيقة هيئة تحرير الشام منذ تأسيسها قامت بتشكيل إندماج عدة فصائل ، ضمن تجمع واحد ، وسعت للتشارك مع جميع الفصائل العاملة في ادلب ، وتخلت عن قيادة التشكيل لأجل ذلك ، لكن كما ذكرنا من قبل أن بعض الجهاد الداعمة لبعض الفصائل كانوا يرفوض أي شكل من أشكال الإندماج لأسباب واهية في الحقيقة ، وحصلت خلافات تطورت لإشتباك مسلح ، لكن سرعان ما تم حل القضية وتنحية بعض مشعلي الفتن والقتالات الداخلية ، وإنشاء غرفة العمليات التي ذكرناها سابقاً "الفتح المبين" وقامت بتوحيد كافة المؤسسات الحكومية والمدنية تحت مظلة واحدة وهذا ماكنا نطالب به منذ مدة طويلة ، فلماذا نتهم هيئة تحرير الشام بالهيمنة على ادلب طالما أنها قامت بما كنا نطلبه من زمن!!!
هل تقدم الحرب في اوكرانيا فرصة جيدة يستطيع الجهاد الشامي ان يستغلها؟ كيف؟
الحرب في أوكرانيا لها تأثير وتداعيات على ساحات الشام لا يمكن تقديرها في الوقت الحالي ، فإن استمرت الحرب لمدة طويلة قد تكون فرصة ثمينة لمجاهدي الشام يستطيع إستغلالها المعنيين في هذا الأمر ، أما عن كيفية إستغلالها فلابد من رص الصفوف وإعداد العدة وتجهيز جميع الإحتمالات السلبية والإيجابية على جميع الأصعدة حتى يكون الجميع على أهبة الإستعداد لأي متغير أو طارئ على الأحداث الدولية والله تعالى أعلم والحمد لله رب العالمين