في هذه المقالة أقدم للقارئ ترجمتي لسيرة مختصرة جداً عن النبي (صلى الله عليه وسلم). وكُتبت هذه السيرة في إسبانيا باللغة اللاتينية أصلاً وترجمتُها لأدل القارئ على مثال على التصورات المتعلقة بأصول الإسلام عند المسيحيين في العصور الوسطى. هذه السيرة غريبة حيث تصوّر النبي (صلى الله عليه وسلم) على انه كان راهباً تابعاً للأسقف هوسيوس القرطبي الذي عاش في القرنين الثالث والرابع الميلاديين وكان (حسب هذه السيرة) مكلّفاً من قِبل ملاك الله بدعوة العرب الى الدين الصحيح بعد وقوعهم في الردة، غير ان هوسيوس مرض ولما كان على وشك الموت، قام بتكليف الراهب (الذي كان يقال له هاشم على ما يبدو) بدعوة العرب الى كلام الله الذي استلمه. ثم ان الشيطان ضلل هذا الراهب وقال له ان اسمه محمد وعلّمه الدعاء التالي: "لا اله الا الله اشهد ان محمداً رسول الله" (على ما يبدو)، ولم يعرف الراهب انه يدعو الشياطين بهذا الدعاء، لأنّ كلمة "الله أكبر" هي دعاء الشياطين، فمن يؤمن بعقيدة الإسلام يخلد بجهنم.
بالطبع أود ان أوضح انني لم أترجم هذه السيرة تهجماً على للنبي (عليه أفضل الصلاة والسلام) والإسلام وإنّما ادرس قصص الإسلام وسيرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتي تداولت بين المسيحيين في ذلك الزمان.
"واقتبست النص اللاتيني الأصلي من كتاب "الكتابات المستعربة المجموعة
(Corpus Scriptorum Muzarabicorum, pp. 709-710).
ملاحظة: النص اللاتيني الأصلي يحتوي العديد من الاخطاء اللغوية وقد يختلف البعض في الترجمة الدقيقة في بعض الأحيان، ولكنني اعتقد ان ترجمتي صحيحة بشكل عام.
واليكم النص اللاتيني الأصلي مع الترجمة.
المختصر من كتاب السيد ميتوبيوس
رأى الأسقف بابا هوسيوس ان ملاك الرب يكلّمه، فقال الملاك له: "اذهب وكلّم الأمراء التابعين لي وهم يسكنون أريبون. أعطيتُ القوم وجهاً شديداً وقلباً لا يُقهر مثل الصوان، وهم يسكنون الصحراء، وأنا أرسلك اليهم، الى هؤلاء القوم المرتدين، فابتعد أجدادهم عني ونقضوا عهدي. ولا يزال أبناؤهم يمارسون القبائح والأمور التي يُنطق فيها اسمي باطلاً. فاذهب اليهم وقل: "من يسمع، فليسمع، ومن يسكت، فليسكت، فها هو بيت الله، الذي انزعج." وقل لهم: لا تكونوا كافرين، بل مؤمنين." فبينما كان يمشي ليخبرهم عن كلام الرب، مرض، واستدعاه الله. وأمر راهباً من رهبانه يقال له هاشم بأن يذهب الى أريبون ويكلمهم الكلام الذي كان ملاك الرب قد أمر الأسقف بابا هوسيوس بان يقوله. ولما سمع هذا الشاب (الذي يسمى هاشم) كلام معلّمه والذي كان ملاك الرب قد قاله له، ذهب وكلّم أمراء القوم الذين قد بُعث إليهم، وبينما كان يصعد الى أريبون، وَجَدَ ملاك الفتنة يقف على شجرة بلوط، وكان شكله مثل شكل الملائكة. فقال له الملاك الشرير الذي كان يقف بين يديه: "ما هو اسمك؟" قال: "اسمي هاشم، وأرسلني معلّمي بابا هوسيوس لأقول الكلام الذي قاله لي، فكان ملاك قد أمره بان يكلّم هؤلاء القوم، الا ان يوم الاستدعاء وجده، والآن دُعيت روحه إلى المملكة السماوية." فهكذا قال له الملاك الشرير: "أنا الملاك الذي بُعثت الى الأسقف بابا هوسيوس، وسأقول لك الكلام الذي ستعظ به أمراء القوم الذين بُعثتَ إليهم." وقال له: "ليس اسمك هاشماً بل هو محمد." فقام الملاك الذي أظهر نفسه له بفرض ذلك الاسم عليه وأمره بان يقول لكي يؤمنوا: "الله أكبر الله أكبر، أشهد ان محمداً رسول الله."
ولم يعرف ذلك الراهب انه يدعو الشياطين، فكلمة "الله أكبر" هي دعاء الشياطين، فلقد ضللته الروح النجسة ونُسي الكلام الذي كان الرب قد قال له عبر معلّمه. وما كان أناء المسيح سابقاً أصبح أناء المال وبسبب خسارة روحه، تحوّل الجميع الى الضلال ويُعتبرون من مجموعات النار مع كل الذين دعوا الى هذه الدعوة.
----------------------------
ملاحظات
أريبون: Erribon
قد يقصد الكاتب أرض يثرب (المدينة).
يوم الاستدعاء: اي يوم الوفاة.