ان نشر مرتزقة سوريين من قبل تركيا في أراضي ليبيا نصرةً للحكومة المقيمة في طرابلس خلال الحرب هناك صار معروفاً. ولكن هناك مقاتلين سوريين من مناطق الحكومة السورية أيضاً تم إنتشارهم في ليبيا وذلك نصرةً لقوات خليفة حفتر التي عملت كالقوات المسلحة للحكومة المقيمة في مدينة طبرق بشرق ليبيا. وقامت روسيا بإرسال هؤلاء المقاتلين إلى ليبيا.
وحالياً يفترض ان تكون ليبيا تحت سلطة حكومة موحدة متشكلة بين الحكومتين المتصارعتين, الا ان تقسيم الأراضي بين القوات التي دعمت حكومة طرابلس في الغرب والقوات بقيادة حفتر في الشرق ما زال يستمر في الحقيقة. ولكن القتال هدأ مع تجميد الجبهات تقريباً, فإنخفضت الحاجة للمقاتلين الأجانب. وهناك دعوات مستمرة إلى إنسحاب جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا. اما في سوريا, فلا يزال الكثير من الشباب يسألون عن إمكانية الذهاب إلى ليبيا من أجل الحصول على رواتب جيدة في ظل تدهور الوضع الإقتصادي في سوريا والذي عانت منه بأكبر شدة المناطق تحت سيطرة الحكومة السورية.
وفي الفترة الأخيرة كانت لي فرصة إجراء مقابلة مختصرة جداُ مع مقاتل سوري قد قاتل في ليبيا ورجع إلى وطنه. وقد ذهب إلى ليبيا بناء على عقد مبرم مع الجانب الروسي, الا انني اعتذر عن نشر تفاصيل معينة عن العقد لأسباب أمنية لأن شروط العقد يفترض ان تكون سرية.
لو تصف العمل في ليبيا على المستوى العام?
اخي العمل في ليبيا عبارة عن نوم وأكل ولديك عمل حراسة لمدة ساعتين بالليل فقط. ويصلك كل شيء من أكلك وشربك ودخانك على حساب الروس.
ولا توجد معارك شرسة صحيح? فقط الحراسة وحماية المنشآت?
الحراسة نعم ولكن المنشآت ما رأيناها. اما المعارك, فلا يوجد شيء من هذا النوع كون الوضع آمناً جداً.
بشكل عام يفكر الكثير من الشباب في الذهاب إلى ليبيا. هل تنصحهم بالذهاب?
في الوقت الراهن لا, لأن الرواتب تخفضت والدخان على حسابهم ولم يعد الأكل والشرب يشبع كما من قبل.