من المعلوم ان بعض الفصائل العسكرية التي جذورها في مجموعات مسلحة عملت في إدلب سابقاً إنضمت إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد), ولكن هناك أيضاً إدارة مدنية لها جذور في إدلب وهي تعمل مع الإدارة الذاتية المدعومة من قبل قسد. يسمى هذا الكيان <<مجلس إدلب الخضراء>> وهو موجود في الرقة. يعمل المجلس بصفة صلة الوصل بين اهالي إدلب النازحين في مناطق قسد والإدارة الذاتية, ويأمل مجلس إدلب الخضراء ان يعود إلى إدلب يوماً ما.
وعندما يتكلم مسؤولون من قسد عن التعاون مع المعارضة هم يقصدون بذلك الفصائل العسكرية التي انضمت إلى قسد والإدارة المدنية المتمثلة بأمثال مجلس إدلب الخضراء. لا يقصدون هيئة تحرير الشام وحلفاءها ولا فصائل <<الجيش الوطني السوري>> ولا المعارضة السياسية المقيمة في تركيا بإعتبارهم عملاء للمصالح الخارجية وإرهابيين ومتطرفين.
واليكم تقرير خاص من مجلس إدلب الخضراء عن تاريخه وإنجازاته.
إن إدلب بما تمثله من ماضي حضاري وإرث تاريخي ، لن تستطيع بصمات الإرهاب والتطرف أن تمحو كل ذلك التاريخ العريق والحضارة المدنية التي تمتد عبر آلاف السنين الموغلة في التاريخ البشري. لذلك فإنه كان لزاما علينا نحن أبناء إدلب أن نبرز وجهها الحقيقي و دورها الريادي ،الذي تمتعت واختصت به دوننا عن بقية المدن السورية من جمال الطبيعة الخلاب ، وتنوع الغطاء النباتي واعتدال المناخ مما جعل وصف إدلب عبر العصور بالخضراء حقيقة ناصعة البياض.
لذلك فإن "مجلس إدلب الخضراء" هو العنوان والمضمون الحقيقي للتعبير عن إدلب الخضراء ، وليس كما أراد لها غربان الشر وخفافيش الظلام من التنظيمات الإرهابية أن تكون بؤرة سوداء. وقد كان تاريخ تأسيس "مجلس إدلب الخضراء" يوم ٧-٧-٢٠١٩ في مدينة الرقة بشكل مؤقت ريثما تتحرر إدلب الخضراء من رجس الإرهاب والمتطرفين. وذلك بعد أن عقد ابنائها المخلصون العزم على أهمية تأسيس المجلس وضرورة انطلاقته ، رغم ضعف الإمكانيات وضآلة الموارد اللازمة. وطبعاً فإن القائمين على "مجلس إدلب الخضراء" من أصحاب الكفاءات والمهارات ويتمتعون بالحس الوطني وسمو الأخلاق.
ومن اولى مهام مجلس ادلب الخضراء يعتبر المجلس صلة الوصل مابين اهالي ادلب والجهات المدنية والعسكرية ويعمل على تلبية طلبات الاهالي عند تلك الجهات . ويقوم المجلس بالرد على طلب المؤسسات بما يخص اهالي ادلب ويتكون "مجلس إدلب الخضراء" من مكاتب تغطي مختلف النواحي والمجالات التي تهم أبناء إدلب الخضراء وتقوم برعايتهم وتسهيل أمورهم والإشراف على تنظيم شؤونهم في مختلف نواحي الحياة المعيشية والمجتمعية في كافة مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا للمقيمين والنازحين من إدلب الخضراء.
١ -الرئاسة المشتركة: حيث تقوم بالاشراف على عمل اللجان وتنظيم عملها
٢. -مكتب الخدمات : حيث يقوم على تلبية المتطلبات الخدمية للاهالي من توفير مادة المازوت والغاز والخبز والمياه وتأهيل واصلاح الصرف الصحي والنظافة بالتنسيق مع بلدية الشعب بالرقة .
٣ -لجنة المرأة وتعنى بالقضايا التي تخص المرأة واهمها الدفاع عن حقوق المرأة والعمل على تفعيل دور المرأة واعمال اخرى كثيرة
. ٤-لجنة الصلح والتي تعمل على المشاكل ان وجدت ونشر ثقافة روح التعاون والتفاهم بنزع بذور الفرقة والخلاف من جذوره
. ٥-لجنة الشباب والرياضة التي تعنى بأمور الشباب والشبيبة بأنشاء أمور ترفيهية كملعب لكرة القدم.والطائرة وغيرها .
٦ -لجنة التعليم التى تعنى بأمور التعليم ومحو الامية بفتح دورات تعليمة حيث انقطع الأطفال عن المدارس بسبب الحرب والتهجير
وقد كان "لمجلس إدلب الخضراء" دور هام منذ تأسيسه بمتابعة وتسهيل وتنظيم أبناء إدلب الخضراء الذين نزحوا من إدلب أثناء المعارك والقصف الذي عانت منه إدلب الخضراء منذ سيطرة التنظيمات المتطرفة على ربوعها. فقد قام "مجلس إدلب الخضراء" بتأمين الأمور الحياتية والمرافق الضرورية ،للنازحين الهاربين من جحيم ما كان يجري في إدلب الخضراء. وكانت للمبادرة الوطنية والإنسانية التي أعلن عنها "الجنرال مظلوم عبدي" في ٢٧ كانون الأول ٢٠١٩ عبر تغريدة له قائلاً:
"أبوابنا مفتوحة لأهلنا في إدلب، يمكنهم التنسيق مع القوى العسكرية الإدلبية المنضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية للتوجه إلى مناطقنا".
وقد كان التنسيق والمتابعة وتسهيل العبور للنازحين القادمين من ادلب الخضراء إلى مناطق الإدارة الذاتية من خلال "لواء الشمال الديمقراطي" الذي سخر كله إمكانياته و جهود منتسبيه لتقديم كل ما يلزم تجاه النازحين من أبناء وأهالي إدلب الخضراء، وتأمين كافة متطلباتهم الأساسية والإنسانية. وهنا لابد أن نشيد بدور "لواء الشمال الديمقراطي" الإنساني والأخلاقي ونشكر كل ما قدموه لنا. وقد قام "مجلس إدلب الخضراء" بالتنسيق والتعاون مع مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الديمقراطية التي قدمت كافة إمكانياتها المتاحة ،بناء على المبادرة الكريمة "للجنرال مظلوم عبدي" وما زلنا نلقى الرعاية والمتابعة الدائمة منهم.
إن "مجلس إدلب الخضراء" أثبت منذ تأسيسه ،أهمية دوره المناط به و ضرورة ما يقوم به. رغم أن الوضع الإنساني الكارثي الذي لحق بأهالي إدلب ،والذي لا يخفى ،إلا أن المنظمات الدولية لم يكن لها أي دور ملموس أو إيجابي ،للتخفيف من معاناة أهالي إدلب النازحين. ولكن هذا لن ولم يثنينا عن عزمنا الذي عقدناه وهدفنا الذي وضعناه نصب أعيننا ،في خدمة أبناء وأهالي إدلب الخضراء. لذلك فنحن مستمرون للارتقاء بمستوى جهودنا ،و تطوير مستوى عملنا الذي نضعه خدمة لإدلب وأهلها.