لا يخفى على احد بالداخل او بالخارج ما تمر به المناطق تحت سيطرة الحكومة السورية من أزمة أقتصادية ومعيشية, فلا تحصى التقارير عن إنهيار قيمة الليرة السورية والطوابير الطويلة من اجل الحصول على الخبز والمواد الأساسية الأخرى.
طبعا تختلف الأراء في جذور هذه الأزمة. هل تعود بشكل رئيسي الى العقوبات الغربية على سوريا? او هل تعود الى الفساد والتقصير الحكومي? من اجل النقاش في بعض هذه الامور اقدم لكم مقابلتي مع معراج أورال (علي كيالي) وهو قائد المقاومة السورية والجبهة الشعبية لتحرير لواء إسنكدرون, علما ان لواء إسكندرون كان جزء من سوريا اصلا الا ان فرنسا سلمت المنطقة لتركيا قبل إستقلال سوريا. انا عرف الأستاذ علي كيالي منذ عام ٢٠١٣ وأجريت مقابلة معه في عام ٢٠١٨ عن مؤتمر سوشي وغزو عفرين من قبل تركيا. ومن الجدير بالذكر ان المقاومة السورية هي قوة رديفة مدنية للجيش العربي السوري وحسب سجلات المقاومة السورية فان عدد الشهداء هو ١٠٨ شهيداً. وفي وقت لاحق اتمنى توثيقهم جميعا.
حاليا سوريا تمر بازمة اقتصادية كبيرة. لو تصف بعض الصعوبات في الحياة اليومية في ظل هذه الازمة؟
نعم ان سوريا تمر بظرف صعب جدا: ارتفاع الدولار و انعاكاساته على الحياة الاقتصادية السورية مع العقوبات اللا اخلاقية واللاانسانية مع بعض القوى الانفصالية اللاوطنية بحماية امريكا و سيطرتها على موارد النفط و الغاز و الحبوب و القطن و المياه السدود التي تنتج الكهرباء. جعلت هذه الأشياء الحياة جحيم للسوريين. لاول مرة السوريون بدؤوا يواجهون نتائج التضخم المالي و تغيير الاسعار اليومية و حتى احيانا تتغير من ساعة الى ساعة صنعت الجحيم و وضعت الشعب السوري امام امتحان تاريخي وهذا الامتحان يضم ايضا امتحان للقيادة السورية
ما هي جذور هذه الازمة؟ مثلا يقول البعض ان المشكلة تعود الى العقوبات الغربية على سوريا. يقول آخرون انها تعود الى الفساد. برأيك ما هي اسباب الازمة؟
ان جذور هذه الازمة تمتد لاهداف القوى الاستعمارية و مخططاتها التي تهدف الى كسر ارادة الشعوب ومقاومتها في المنطقة والتي تتمركز حول حماية اسرائيل و توسعاتها و محاولة فرض تطبيع دول المنطقة مع اسرائيل. وهذا الهدف هو نتيجة الصراع الكبير بين القوى العظمى: اي يعني القوى المتراجعة اقتصاديا والتي تتشكل بزعامة اميركا و الغرب امام القوى الاقتصادية الصاعدة كالصين و روسيا و الهند. الهدف و الغاية قطع الطريق لهذا الصعود للدول الصاعدة و اشعال النار حولها من اوكرانيا وصولا الى البحر الابيض المتوسط الى منطقة الشرق الاوسط. هذا المخطط كله يرتبط مع بعضه البعض والحلقة الوحيدة التي يمكنها التصدي لهذه المشاريع هي سوريا كما كانت منذ السبعينات حتى دحرت اسرائيل في حزيران 2000 مع التصدي لاشعال الحرب الداخلية في لبنان من خلال اغتيال رفيق الحريري و التصدي لفرض حرب تموز 2006 وانتصار المقاومة الفلسطينية بحرب غزة 2008 - 2009 و انتصار الجيش السوري مع القوات الرديفة و المقاومة السورية امام الارهابيين المدعومين من قبل 80 دولة
العقوبات الخارجية لها دور رئيسي لكن السيطرة على الثروات الاستراتيجية من قبل بعض القوات التي تستند الى دعم الامريكي مع خروج مساحات كبرى منتجة داعمة للاقتصاد السوري هو الاساس في هذه الازمة ، اما بالنسبة للفساد : الفساد نتيجة من نتائج الازمة الاقتصادية و بعلم الاقتصاد الفساد طالما هو ضمن حلبة الوطن لا يؤثر على الاقتصاد العام لكنه يؤثر بحالة واحدة و هي عندما يتم تهريب الاموال خارج حدود الوطن و تعود بالمطالبة من الوطن. هنا يكمن التاثير السلبي على اقتصاد الوطن، فبدل من ان تكون هذه الاموال رصيد لدوران عجلة الاقتصاد الوطني فتصبح عائق امام تطور الاقتصاد الوطتي على هذا الصعيد حصل بعض الامور لكن القيادة السورية اخذذت قرارات حاسمة وضمت بعض الشركات الفعالة تحت ادارتها لكن مع ذلك لايكفي للخروج من الازمة