هناك عدة شخصيات وقنوات جهادية على تلغرام ومنها قناة <<وريث القسام>> التي تناصر تنظيم القاعدة. واليوم اجريت مقابلة مع القناة حيث ناقشنا وضع الجهاد في الساحة الشامية في ظل هيمنة هيئة تحرير الشام (التي تطورت من جبهة النصرة وقامت بفك الإرتباط بتنظيم القاعدة) وحملتها الأمنية المستمرة على تنظيم حراس الدين الموالي تنظيم القاعدة وقيام جماعات جهادية جديدة تستهدف الجيش التركي وهيئة تحرير الشام.
ما هو تقييمك للوضع الحالي في الساحة الشامية اليوم خصوصا في شمال غرب سوريا (ادلب وما حولها)? برأيك هل تعمل هيئة تحرير الشام على تعطيل الجهاد? يشبه بعض مناصري الهيئة مشروع التنظيم بمشروع حركة طالبان في افغانستان. ما رأيك في هذا التشبيه?
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد بداية قبل أن نبدأ في الرد على أسئلتك أريد أن أدعوك إلى مراجعة نفسك و النظر إلى خطواتك و في أي حزب يجب أن تكون أنت ، وهذه الدعوة أوجهها لجميع الإعلاميين المنتسبين إلى الإسلام و يسيرون في حزب الصليب و أهله ، أن اتقوا الله و توبوا مما أنتم فيه ، و لا أدعوكم إلى السماع لماشيخ الجهاد بما أنكم ترونهم غلاة أو خوارج أو أي كان ، لكن أنتم ابحثوا في كتب السلف الصالح هن حقيقة دين الإسلام ، تعلموا عن الدين الإسلامي بعيداً عن مشايخ الطواغيت المسيرين ، ثم احكموا بأنفسكم على أنفسكم ، وقرروا هل أنتم تسيرون في الطريق الصحيح !!!!!
و الآن نعود إلى موضعنا و نجيب على السؤال الأول، أولاً أنا لست بصاحب علم و كلامي يمثلني ، و حين أقيم الساحة فأنا أتحدث من وجهة نظري المحدودة ، بسم الله: إن ساحات الجهاد في كل مكان هي متصلة ببعضها البعض ، و من يظن أن الجهاد في الشام قد انتهى فهو جاهل في الواقع غير متابع لأحداث الساحات السابقة، فهو غير متابع لسقوط إمارة أفغانستان الإسلامية في الغزوي الأمريكي ، وغير متابع لسقوط مناطق المجاهدين في مالي خلال الغزوي الفرنسي ، وغير متابع لإنقلاب المحاكم الإسلامية في الصومال ، و غيرها من الأحداث ، و للجهاد في كل مكان مراحل ، و أهم هذه المراحل هي مرحلة حرب الاستنزاف و عدم التمسك بالأرض ، و أظن أن العبث في هذه المراحل هو مصيبة بكل معنى الكلمة ، و أظن أنه يجب على المجاهدين في كل مكان عدم التسرع بمراحل الجهاد و القفز من مرحلة حرب الاستنزاف و إنهاك العدو الر مرحلة السيطرة ، و قد وقع المجاهدون في هذه المصيبة في الشام و اليمن و ليبيا ، و حسب تقدري أن الأمر مرتبط بما يسمى بثورات الربيع العربي، إذ عمل المجاهدون خصوصا في سوريا و ليبيا على مواكبة الحدث و سيطروا على المدن و القرى ، ثم حصل ما شاهده الجميع ، و الآن بفضل الله عاود المجاهدون للرجوع إلى الطريق السليم ، و لمسنا هذه العودة بداية من اليمن ثم ليبيا و الآن الشام، فتقييمي للوضع في الشام بشكل عام أن المجاهدين بدأو بالسير على الطريق الصحيح لإنقاذ الساحة الشامية ، ورغم صعوبة الموقف لكن هناك بشائر في الأفق بإذن الله ، وهذا الكلام ليس كلاماً عاطفياً بل واقع أنا لمسته، و لربما كثير من المتابعين لم يدريكوه ، و أما الوضع في إدلب فحسب تقديري ستبقى إدلب منطقة متخبطة تحت سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا ، ولا أظن أن المجاهدين سيسعون لتصادم مع هذه الفصائل، أي أظن أن الفصائل في إدلب ستبقى كما الفصائل الأزوادية العميلة شمال مالي ، حيث بقيت هذه الفصائل في كيدال و بعض المناطق بينما تعداهم المجاهدون إلى جميع الاراضي المالية و إلى دول الجوار كبوركينافاسو و النيجر، و أظن أن الأمر سينطبق على إدلب عندما ستتوسع المعركة الى جميع المدن السورية مرة أخرى ، ستبقى هذه الفصائل المتناحرة تحكم في إدلب ، على الأقل هذا في المستقبل القريب نوعاً ما، و اليوم أكثر ما يهابه الصليبيون و المرتدون هو انتقال المعركة إلى خارج إدلب، وهذا الأمر سيحصل بإذن الله، و بانتقال المعركة إلى خارج إدلب ستضيع كل الجهود التي بذلها الكفار لإنهاء الجهاد في الشام ، وحتى سيؤثر الأمر على مستقبل فصائل إدلب إذ ستصبح بلا فائدة أمام من يدعمها
و أما عن موضوع هيئة تحرير الشام و تعطيلها للجهاد فهذا ليس رأي بل واقع على الأرض لا يستطيع أحد نكرانه ولا اريد الخوض كثيرا فيه.
و أما عن تشبيه طالبان بالهيئة فهذا تشبيه باطل عقلاً ، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن للطالبان جماعات تابعة لها تقاتل الكفار في مختلف الساحات ، من الهند و بنغلادش الى الشام الى اليمن إلى شرق أفريقيا و غربها و وسطها و المغرب الإسلامي، بل وحتى في باكستان التي يظنها الكثيرون الحليف السياسي الابرز للطالبان ، ترى على الأرض اتباع الطالبان يذيقون الجيش الباكستاني العذاب بالألوان ، وحركة طالبان الباكستانية أكدت من جديد في حوارها مع وكالة ثبات الإخبارية منذ شهور قليلة أنها جزء من الإمارة الإسلامية في أفغانستان، أي أن التبيعة حتى الآن لم تتغير ، في المقابل ترى الهيئة جماعة تحصر نفسها و قضيتها ليس فقط في سوريا بل في مدينة إدلب السورية ، فأين وجهة الشبه بين الجماعتين!!
هل وقعت الهيئة في الكفر والردة وما رأيك في مبحث <<خيال المنهج>> الذي يقول بان الهيئة هي طائفة مرتدة ممتنعة?
ولا كما قلت لك أنا لست بصاحب علم حتى أخوض في شيئ كهذا، لكنني اخالف تماما كل من يكفر الهيئة كطائفة بشكل عام ، وحتى البحث الذي أعده أخينا خيال المنهج الشامي وفقه الله عرضته على كثير من أهل العالم و خالفوا جزءً كبير منه ، ولكن في المقابل لا نستطيع أن ننكر على من يكفر بعض الأمنيين في الهيئة و جهاز أمنها ، كيف ننكر عليه و نحن شخصياً مطلعين على قيام الأمنيين بتسليم مسلمين إلى دولهم الكافرة ، و أظن أن التفريق بين الهيئة بشكل عام و جهاز أمنها أمر ضروري كما فرق أهل العلم من قبل بين حكومة حماس التي كفروها و بين كتائب القسام التي لم يكفروها
في الفترة الأخيرة رأينا عمليات جماعات جديدة مثل سرية انصار ابي بكر الصديق التي استهدفت الجيش التركي والهيئة. هل تدعم هذه العمليات? اذا لم تدعم هذه العمليات فما هي نصيحتك للمجاهدين على الأرض?
حسب علمي فإن سرية أنصار أبي بكر الصديق تتخصص في استهداف الجيش التركي بعملياتها المباركة، وسواء من سرية الأنصار أو من تنظيم الطليعة المجاهدة أو سرية الشيخ الزرقاوي او سرية الشيخ مروان حديد و غيرهم من الجماعات المجاهدة ، فإن مثل هذه العمليات تشفي الصدور و تغيض الأعداء و تسير مع أسباب إنقاذ الساحة الشامية بإذن الله ، فإن أخطر عدو على الجهاد في الشام هم جيش الترك ، و حتى أخطر على جهادنا من الروس و النصيرية ، فنسأل الله أن يبارك بتلك السواعد التي سحقت جند أردغان على أرض الشام .
أما عن من يتبنى عمليات تستهدف جهاز الأمن التابع للهيئة فنحن نرفض هذا الأمر، وطبعا نحن نتحدث عن جهاز الأمن و لا نتحدث عن شباب الهيئة على الجبهات فلا يوجد عاقل يناقش حتى باستهداف الشباب المرابطة على الثغور ، و أنا شخص معادي لهيئة تحرير الشام لكن في المقابل لي علاقات قوية مع أكثر من أخ من العاملين في صفوف الهيئة، وحتى هناك زيارات ودية بيننا مع انهم يعرفون ماذا أقول في الهيئة، و هم حتى يتابعون صفحتي ، ودائما ما أنصحهم بترك كيان الضلال هذا ، وهم يتحججون بحججٍ فارغة كالشوكة و الغلبة و أن نيتهم هي الجهاد في سبيل الله و أنهم متبرئين من أفعال الأمنيين، لكن تبقى في النهاية حجج فارغة لا وزن لها ،
و أما عن سبب رفض لاستهداف جهاز الأمن العام فالأمر له الكثير من الأسباب بغض النظر عن حكمهم ، فمثلاً الجيش السوري الوطني المرتد بفروعه في درع الفرات و غصن الزيتون و إدلب ، هو جيش طاغوتي تابعة لحكومة طاغوتية لا فرق بينه و بين حكومة بشار و حكومة السيسي ، لكن أيضا لا نشجع استهدافهم لأن هؤلاء هم أذناب عند سيدهم التركي فلماذا نذهب إلى الذيول و نترك الرأس الذي بسقوطه في الشام سيسقط جميع أتباعه ، و في جهاز الأمن العام أيضا هذا الجهاز بقادته و عناصره هو مجرد تابع حقير ذليل للحكومة التركية، فما الهدف من استهدافه بينما القواعد و الأهداف التركية متدة على طول المناطق المحررة ،وطبعا الدفاع النفس أو إصابة عناصر جهاز الأمن أثناء استهداف الترك يختلف عن تقصد استهدافهم ، هذا والله أعلم
و نعيد و نؤكد أننا لسنا بأهل علم و أن ما جاء هنا يمثلنا، فنحن لا نمثل أو نتبع حتى لأي جماعة.