[مقدمة الناشر: أيمن جواد التميمي]: مضت ١٠ سنوات على بداية المظاهرات والإضطرابات والحرب في سوريا ويختلف توصيف هذه الأمور من شخص الى آخر: فيقول البعض انها <<الأحداث>> او <<الإزمة>> ويقول آخرون انها <<الثورة>>. وفي هذه المقالة يكتب صديقي <<أودواكور>> وهو من قرية قلبلوزة (الدرزية أصلاً) في منطقة جبل السماق في ريف ادلب الشمالي (موقع المجزرة الفظيعة في عام ٢٠١٥) عن الوضع العام في الوطن السوري وكيفية الخروج من هذا الحال السيء. طبعا من الجدير بالذكر ان الآراء في هذه المقالة تمثل آراء الكاتب فقط لا تمثل بالضرورة آرائي أو آراء أي شخض آخر.
العودة إلى قانون الغابة من ادلب
بداية اكتب هذا المقال من منطلق حر وبعيد عن الحسابات الضيقة والشخصية وبشكل موضوعي الى حد ما
مضت 10 سنوات على انطلاق المظاهرات المناهضة للحكومات القائمة في الوطن العربي و ما وصلت إليه من سوء وعدم تحقيق أهدافها المرجوة بالانتقال إلى مجتمع حر ومتطور ونزيه يقود البلاد إلى وضع أفضل
ونجد هذا في مصر وليبيا والسودان واليمن وتونس بعد ان اطاحت المظاهرات بالأنظمة القائمة فيها وصارت دموية بسوريا والعراق مع تداخل المطالب الدينية بإقامة الدول على منشأ اسلامي وتدميرهذه البلدان بهذه الأسباب بعد أن نظرت الشعوب العربية إلى تركيا كعرابة لهم من خلال حزب العدالة فيها ووصوله إلى السلطة ولكن تلك العملية لم تحدث في البلاد العربية
قد يكون ذلك الفشل بسبب التدخلات من قبل الدول الإقليمية الفاعلة مثل إيران وتركيا أو الدول العظمى مثل أمريكا وروسيا او بسبب طبيعة هذه الشعوب التي لم تفهم الدين ولم تترجم تعاليمه الحقيقية الى النهوض إلى أمة فاعلة على الساحة الدولية
نتوقف هنا عند الحالة السورية والتي وصلت إلى ما وصلت إليه نجد أنها من أعقد القضايا الدولية بسبب الموقع الجغرافي أو طبيعة المجتمع السوري المتعدد الطوائف ونظام الحكم الذي استمر إلى عقود
تجد طبقة كبيرة من المثقفين ورؤوس الأموال لم لم يحذبوا فكرة الثورة أو تغيير النظام لحسابات هم يعرفونها بأن البديل سوف يكون أسوأ.
ومنهم من اختار الهروب الى مكان آمن اعتقادا منه أيضا بصعوبة تحقيق العدالة في هذا البلد او من خلال قراءة جيدة التاريخ وفهم للواقع
تلاحظ معي أيضا تداخل متطلبات الشعب السوري مع طلبات الدول المحيطة فوجدت ذلك سببا للتدخل ليس من أجل الشعب بل من أجل حماية مصالحها
بعد 10سنوات وتغيير كثير من الوجوه وموت الآخرنجد أن القضية مازالت تتجه الى مكان نتوقع أنه أشبه بالعراق أو لبنان وقد يكون أفغانستان. نجد جيوشا أجنبية ونجد حكومات مؤقتة وحكومات كرتونية وشخصيات تعمل لصالح أجندات خارجية همها جمع المال والهروب.
ماذا لو بقي الحال في ادلب والشمال السوريوفي سوريا بشكل عام وكما نتوقع أنهم اتفقوا على إطالة الأزمة السورية إلى مدى طويل?
يعني مزيدا من الجهل ومزيدا من الفقر وسوف يخرج جيل جديد لايعرف شيئاً عن مواضيع سوى بعض الأحاديث والصور.
شعب يستخدم النت كثيرا ويخاف كثيرا.
لايقدر لا يبدع.
ليس نشيطا
ولا قادرا على تحسين وضعه
ولنا في الوضع الفلسطيني تجربة في ذلك.
ولنا في عدم تشكيل الحكومة الوطنية في لبنان أيضا أمثلة على ذلك.
يتجه الخليج إلى نفسه ولايهمه البعد الإقليمي.
اذا
لعلنا فهمنا ماذا يريدون وماذا يحدث
تبقى مشيئة الله هي من سوف تسوق لنا ماهو مقدر ومكتوب.
ولعل المشيئة مرتبطة بالعمل.
اذا كنا نريد النهوض من جديد
علينا بما يلي
أن ننسى ماحدث ونبدأ من جديد
أن نتكاتف مع بعضنا كسوريين مهما كانت توجهاتها
أن نتخلص من المفسدين والجهال ونعطي فرصة للمتعلمين وأصحاب التخصصات والغير متعصبين للقبيلة أو الطائفة او المكان.
علينا أن نكون براغماتيين وليس ديماغوجيين.
ننهض ببلدنا
الى مستقبل زاهر
قبل فوات الاوان.
والله من وراء القصد
ودمتم بخير