إشتهرت بلدة الباغوز فوقاني في الإعلام الدولي لانها كانت آخر بلدة تحت سيطرة تنظيم داعش في سوريا. وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم من التحالف الدولي على البلدة في شهر آذار عام ٢٠١٩.
ولكنني ارى انه من غير العدل ان نتذكر بلدات مثل الباغوز فوقاني فقط بسبب إحتلال داعش لهذه الأماكن. فمن المهم أيضاً ان نتابع ونسلط الضؤ على اي عودة الحياة الطبيعية الى هذه البلدات. الا, فان التغطية الإعلامية تصبح فقط عبارة عن التقارير الحربية الإنتهازية التي تخلو من الإنسانية ولا تدرك بان هذه البلدات كانت تسكنها ناس عادية حقيقية. وعلينا ان نستمع الى قصص هؤلاء السكان الاصليين (سواء الذين نزحوا او الذين رجعوا) بقدر ما نستمع الى قصص المقاتلين الدواعش وأهاليهم.
فأجريت مقابلة اليوم مع مدير منظمة أمل الباغوز لكي نناقش الوضع الحالي في البلدة.
حاليا ما هو عدد السكان في الباغوز فوقاني؟ وما كان العدد قبل الحرب؟ وما هي عشائره الرئيسيّة؟
قبل الحرب كان عدد السكان مايقارب ال٣٠ الف نسمة. حاليا رجع ما يقارب ال٢٠ الف. العشائر هم المراسمة والعكيدات والرحبيين والجبور.ومشاهدة وعبيد نسبة قليلة.
تمام. حاليا كيف الوضع الخدمي في البلدة؟ مثلا الكهرباء. هناك اي كهرباء نظامية؟ والماء متوفر في انابيب البيوت؟
الوضع الخدمي مترد. والكهرباء لا يوجد لحد الان. طبعا الاعمدة والشبكة مدمرة نهائياً. وبخصوص المياه المصفاة معطلة. وشبكة المياه فيها ضربات طيران كثيرة.
نعم. فالقرية تعتمد على مولدات خاصة فقط؟
نعم
والماء يأتي مِن صهاريج؟
نعم وباسعار مرتفعة
ايوا. منذ تحرير القرية هناك اي مشاريع بناء او تطور؟
عملت منظمة أمل الباغوز على عدة مشاريع تطوعية منها:
اعادة الاهالي اصحاب الدخل المحدود الى منازلهم عبر استئجار سيارات.
نزع الالغام من بيوت اصحاب الدخل المحدود مجاناً. تنظيف مدرسة الباغوز الغربي لانها المدرسة الوحيدة الباقية لان الباقيات خارجة عن الخدمة .استئجار منزل وتحويله الى مدرسة وحملة. لقاح اللشمانيا. اما بالنسبة للشراكات والعمل مع الجهات المانحة. نفذت امل الباغوز مشروع تاهيل الجمعية الفلاحية في الباغوز بالشراكة مع برنامج وئام. وحاليا حتى الآن ننفذ مشروع دعم الخضار [مشروع دعم الزراعة] بالشراكة مع برنامج كريتيف.
الله يوفقكم . ما هي التحديات الرئيسيّة مِن ناحية الخدمات والوضع الانساني؟ والمنظمة مستقلة؟
التحديات التي تواجه اهل المنطقة: تخوف الجهات الداعمة من المنطقة كونها شهدت المعركة الاخيرة. باختصار المشكلة هي قلة الدعم من البرامج المانحة. الوضع الانساني مأساوي جداً. اكثر السكان ينتظرون المعونات التي تتقدم الهم لكي يعيشوا من خلالها لان وضعهم عدم في ظل غياب اهتمام المنظمات والجهات المانحة بهذه الفئة من الناس. المنظمة مستقلة لاتتبع لأي فصيل سياسي.
بالنسبة للجهات الداعمة اغلبها دولية؟
نعم
كيف اثر ارتفاع سعر الدولار على الحياة في القرية؟
اثر سلباً لان الاهالي الاكثرية فقدوا مصالحهم او بيوتهم وقاعدين
في ظل ارتفاع فاحش في اسعار المواد.
نعم . اخيرا كيف الوضع الامني في البلدة؟
الوضع الامني جيد لكن يوجد بعض المسؤولين في قسد في المنطقة يقومون باعتقالات تعسفية في القرية بحجة خلاليا تابعة لتنظيم الدولة وكلها اعذار وتهم واهية وعارية عن الصحة. انا منذ قليل اتيت من السهرة عند شباب اصحابي. والحمدلله الوضع ممتاز.