هناك في شتى المناطق بسوريا اشخاص يعملون بصفة مراسلين ميدانيين. ومن هؤلاء الناس في شمال غرب سوري <<عبيدة اللاذقاني>>. ولكي اسلط الضوء على تجاربه الاعلامية وتقييمه للوضع الحالي اجريت مقابلة حصرية معه اليوم.
لو تتكلم بشكل مختصر عن سيرتك وعملك في الاعلام منذ بداية الثورة حتى الان؟
بدأ عملي الاعلامي منذ أكتوبر عام 2015 بالتزامُن مع التدخُل الروسي وذلك كون واقع الساحة يتطلب نقل جرائم المُحتل الروسي الذي دمّر المُدن والبلدات ودور العِبادة في سياسته العنهجيّة لتدمير البُنى التحتيّة لتهجير الاهالي وكسر شوكة المجاهدين وإعادة انتاح النظام المجرم الظاغي على حساب ملايين الشهداء فكان لابد من نقل تلك الجرائم واظهارها للعلن .. عمِلت لقناة الجسر الفضائية ولوكالة قاسيون للأنباء كما
عمِلت في مكاتب اعلاميّة عدّة لفصائِل ثوريّة عامِلة على الأرض ثمّ لمّا تغيّر منهج تلك الفصائل وجلست على طاولة المفاوضات في جنيف واستانة اضطررت للعمل مع الفصائل التي ارتأيت فيها الخير والثبات على المبدأ .. لينتهي بي المطاف كـ اعلامي ميداني لدى [تم حجبها] ..
ما هي ابرز ذكرياتك في العمل الاعلامي خلال الثورة؟
كل من شارك في الثورة لابُد أن يكون له ذكريات .. امّا من الناحيّة الاعلاميّة يفرض عليك واقِع نقل الأحداث كعسكرية أو مدنية مئات الذكريات منها الجارحة ومِنها المُفرحة نذكُر مثالين لكُلٍ منهما ..
أذكر موقف لا أنساه حدث تحديداً في منطقة تدعى قمة التفاحيّة بريف اللاذقية حينما حاولت قوات النظام التقدم باتجاه هذه التلة الاستراتيجية الفاصِلة بين جبلي الأكراد والتركمان لتبسط سيطرتها على بعض النقاط في التلة .. ثم لمّا كرّ عليهم المجاهدون كُنت برفقتهم انقل وقائع المعركة .. أثناء الاقتحام واعتلاء صيحات التكبيرات والمواجهة المباشرة مع العدو كنت أُبصر كيف أنّ العدو تمترسَ في هذه النقاط كان التقدم صعباً نوعاً ما نظراً لطبيعة الأرض المكشوفة في هذا المكان وصعوبة الوصول .. فقرر المجاهدون حينها التقدم بشكل مُباغت .. مع كثافة نيراينة بعدف منع العدو من مُبادلة اطلاق النّار وهذا ماحدث .. تقدّم المجاهدون بكثافة نيرانيّة وعند وصولنا بالقُرب من النقطة على بُعد أمتار قليلة أُصيب أحد المجاهدون بطلق ناري في صدره .. ليسقط بقربي وينادي أُصبت أُصبت .. كُنت مُخير بين اسعافه وترك مُتابعة تصوير المعركة أو تركه والمتابعة .. فعزمت على اسعافه وماهي الا خطوات قليلة في طريق العودة صادفتنا مجموعة اخلاء .. فقلت لهم اسعفوه .. فاخذوه وعدت لأتابع التوثيق ما إن عُدت وانا في طريقي تفاجئت بعدد من الجثث لمليشيات النظام المجرم متهالكة ومتناثرة هنا وهناك وحينما وصلت في الخط الأمامي .. احد المجاهدين وهو يُمشّط دُشمة تفاجئنا حينها بخروج عنصر من تلك المليشيات رافع الأيدي ليسلم نفسه للمجاهدين وتنتهب فصول تلك المعركة باستعادة النِقاط وقتل بعض المليشيات واسر بعضهم وطرد الباقين مُحملين بجثث قتلاهُم ..والتكبير يعُم المنطقة .. هذه القصة التي سردتها تحمل في طياتها مشاهِد مُحزنة ومُفرِحة ومثلها الكثير ..
كيف تقيم الوضع العام في الساحة الشامية اليوم؟ هل تحسن الوضع منذ وقف اطلاق النار؟ ما رايك عن الاتفاق الجديد بين تركيا وروسيا؟
الوضع الحالي نوعاً ما جيّد كون المُجاهدين في هذه الفترة في وضع اعداد وتجهيز للمعركة المُقبلة فالمجاهدون لا يثقون أبداً بتصريحات المُحتل الروسي فهاهي الهدنة المزعومة تُخرق بشكل يومي من قِبل مليشيات المحتل هنا وهناك بقصف على المناطق المدنية ومُختلف الجبهات الا ان هذا القصف يأتي بشكل مُركّز بهدف احداث اكبر كم من الخسائر بضربات مركزة ومُحددة .. وضع السّاحة بالنسبة للمجاهدين جيد في شتى المواطِن .. فهم يعملون ويحصنون ويستعدون ويُعدون لأي غدر مُحتمل من قِبل المحتل الروسي .. أما على الصعيد السياسي التركي الروسي ..
يعلم المجاهدون يقيناً قذارة المؤتمرات التي هي بطبيعة الحال مؤامرات على المجاهدين والشعب المكلوم .. والوضع السياسي بين روسيا وتركيا لايُمكن ان نقيمه على انه سياسي بل مكر وخِداع فالروس مكروا على الاتراك بخصوص مخرجات أستانا التي كانت تقتضي بتوقف النظام عند حدود شرق السكة هذا الاتفاق كانَ مُبرماً سابقاً .. وحينها اوقفت تُركيا الفصائل الثورية باستنثاء بعضها عن القتال كونها كانت حدود مرسومة بنظرهُم الا انّ المجاهدون من تحرير الشام وجيش العزة وبعض المجموعات الاخرى كانوا واعين لما يُحاك وتصدو لتلك الحملة لمدة ثلاثة أشهر سقط على اثر تلك المعارك مايُقارب 1000 شهيد وما يفوقهم جرحى من تحرير الشام اذكر الرقم كون الهيئة اصدرت اصدار مرئي باسم السكّة يوثِق المعارك وأعداد الشهداء واسمائهم .. صدر هذا الاصدار لتعرية كذب من كان يتهم الهيئة بالتسليم وناهيك عن الاصدارات والجانب الاعلامي نحن عاينا ثبات المجاهدين وتضحياتهم واقعاً..
بالعودة للاتفاقيات الروسية التركية فهي هشّة تعتمد على المكر من قبل الروس فالمجاهدون يعون ذلك ويسثمرون جهود الاتراك في أي خطوة لصالح المحرر .. الا أن المجاهدون اعتمادهم الرئيسي على الله وما اعددوا من قوة وطاقة ..بايدي أبنائهم المجاهدين ..وهذا ما أعني في حديث ابا محمد الجولاني أمير تحرير الشام حينما قال .. واعلموا انّ نقاط المراقبة التركية لايمكن الاعتماد عليها في مواجهة العدو ولا يغرّنكُم وعود سياسية هنا أو تصريحات اعلامية هناك فالمواقف
السياسية قد تتغير بين التو واللحظة وليكن اعتمادنا وتوكلنا على الله ثم بما أعددنا من قوة وطاقة بأيدي أبنائنا ومجاهدينا نحمي به أرضنا ونصون ديننا وعرضنا
لماذا خسرت الفصائل الكثير من المناطق خلال الحملة الاخيرة؟
في الحقيقة المجاهدون لم يخسروا أي معركة .. فلا يتربص بنا أعداؤنا الا احدا الحسنيين فإما نصر واما شهادة .. ولا زالت الثورة والجهاد مستمران .. اما من الناحية العسكرية عن سبب توسع النظام في سيطرته على المناطق يأتي ذلك بسبب استقدامه لعشرات الفصائل الشيعية من لبنان والعراق لزجهم في حربهم العقائدية ضد الاسلام والمسلمين في الشام ناهيك عن معاونة المحتل الروسي لهم واتباعهم لسياسة الأرض المحروقة .. وحرق الشجر والبشر والحجر .. وتهجير الاهالي من مناطقهم لكسر شوكة اهل السنة ولإعادة انتاج النظام الطائفي المجرم ..
كيف تقيم الوضع من ناحية الادارة المدنية والامن والاقتصاد؟ هل سيؤدي الوجود التركي الى إضعاف مشروع حكومة الانقاذ؟
الوضع الحالي من ناحية ادارة المناطق فللهيئة القوى الكبرى في ذلك حيث نجحت الهيئة في ادارة المنطقة عبر حكومة مدنية تدعى حكومة الانقاذ سيّرت المحرر بشكل لايمكن ان نقول ممتاز بل جيد جداً بالمقارنة بالمناطق التي يسيطر عليها درع الفرات التي يتفشى فيها الفساد بشكل كبير ..
اما عند تواجد الأتراك فالاتراك عبارة عن نقاط في خط التماس مع النظام وروسيا .. والهيئة بشقها المدني المتمثل بحكومة الانقاذ لاتزال على رأس عملها ولا أعتقد أن للأتراك هيمنة على المحرر انما القرار والادارة لأولياء الدم أصحاب الأرض وهذا مانراه واقعاً