طبعاً حركة نور الدين الزنكي هي من الفصائل المشهورة في الحرب بسوريا وشاركت في معارك كثيرة حتى تم إخرجها من مناطقها في ريف حلب الغربي وذلك كان بسبب هجومات هيئة تحرير الشام على الحركة. وتم حل الحركة بعد إخراجها من مناطق ريف حلب الغربي.
ولكي أوثق تأريخ الحركة بشكل موضوعي كان لي الشرف ان أجري مقابل حصرية مع الشيخ توفيق شهاب الدين وهو كان قائد الحركة منذ تأسيسها.
س: بإمكانك اولا ان تتكلم قليلاَ عن تأسيس حركة نور الدين الزنكي? المنطقة, من كان أساس الحركة. وبإمكانك ان تتكلم قليلاً عن أصولك قعملك قبل الثورة وهذه الأمور?
ج: الحركة: بداية كما تعلم, إنطقلت مظاهرات سلمية في سوريا بشكل تدريجي وأيضاً خرجنا في ريف حلب الغربي وفي مدينة حلب في مظاهرات سلمية ضد هذا النظام. كان هدف الناس إسقاط هذا النظام لانه أصبح عبارة عن طاغوت لا يؤمن بحرية الناس او الديمقراطية وانما إصبح عبارة عن طائفة او جماعة قد تسلطت على الشعب السوري. وإنفجر البركان كما رأيت: إنطلق في درعا ولما إنفجر هذا البركان, بدأ الرد بالعنف على المظاهرات السلمية. ايضا خرجنا في حلب لمساعدة إخواننا في جميع أنحاء سوريا سلمياً ولكن النظام أجبر الناس على حمل السلاح عن طريق إستهداف المظاهرات السلمية مع إطلاق النار وبدأ يعتقل المتظاهرين ويقوم بتصفيتهم. وأصبح هذا الأمر مشهود ومعلوم لكل الناس. وعندها إضطررنا إلى حمل السلاح من أجل الدفاع عن أنفسنا كثوار. وبدأنا بشكل عشوائي وغير منتظم. هنا بدأنا نتنظم بشكل مؤسساتي ومنتظم جيدا طبعا في ريف حلب الغربي الذي سكنت فيه وإنطلقت منه: هو مسقط رأسي قرية إسمها قبتان الجبل في مزرعة الشيخ سليمان التابعة لقرية قبتان الجبل. ومواليدي ١٩٧٣ ودرست في المرحلة الإبتدائية والإعدادية في محافظة حلب مدينة حلب. ومن ثم إنتقلت إلى قريتي البسيطة جداً. وعملت في الزراعة وتربية المواشي قبل الثورة.
ولما بدأنا نحمل السلاح ونتنظم بدأت الحركة المرحلة العسكرية في أواخر الشهر الحادي عشر في أواخر ٢٠١١. في أواخر ٢٠١١ بدأنا نحمل السلاح والتدريب على السلاح وتدريب الثوار على السلاح والمجموعات ونتنظم بشكل جيد. طبعا إستقل بعض المناطق عن النظام. لقد كان النظام منتشر بين كل الأرياف والمحافظات. ولما بدأنا السلاح بدأنا نستقل في بعض المناطق في بعض القرى حيث لم يستطع النظام ان يدخل إليها وبدأنا نتنظم بشكل جيد. وفي حينها تم تشكيل لواء التوحيد لكل مدينة حلب بقيادة عبد العزيز سلامة وقائدها العسكري كان الشهيد عبد القادر صالح (رحمة الله عليه). انا كنت نائب لسلامة في حينها. وبثكل تدريجي أصبحت الثورة مسلحة وأصبح العمل العسكري من الضرورات الماسة علينا فكانت المعارك الأولى للحركة في بلدة عندان وفي الفوج ١١١ في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي, وثم معركة حوار في ٢٠ و٢١ الشهر السادس عام ٢٠١٢. ثم إنطلقنا نحو مدينة حلب ودخلنا إلى حلب بداية الشهر السابع: ١ و٢ الشهر السابع عام ٢٠١٢. فدخلنا إلى مدينة حلب. طبعا كانت الحركة تابعة للواء التوحيد: جزء من لواء التوحيد. فدخلت إلى منطقة صلاح الدين والسكري وبقي لواء التوحيد داخل منطقة شعار ومساكن حنانو والمنطقة الشمالية الشرقية لحلب. وبتأريخ ٦ و٧ بدأت معركة حلب فدخل النظام بأرتال كبير جدا إلى معركة حلب. كانت هذه المعارك معارك قوية جدا وكانت بقيادتي من جهة الثوار والنظام بقيادته من الجهة الأخرى في مدينة حلب. وفي هذه المعركة كان ما يعادل ٣٥ شهيداً عندنا في الحركة التابعة للواء التوحيد في حينها و٨٥ جريحاً.
طبعا إستمرت الحركة وأصبح من الضرورة ان تكون جزء من مدينة حلب وتتنظم, فبدأت تتنظم في مدينة حلب ايضاً. والحركة خلال مسيرتها الثورية اعتمدت على العمل المؤسساتي وتؤمن بعمل مؤسساتي وتريد ان تنجز شيئاً من هذا النوع. وبفضل الجهاد المبذولة من قبل كل الناس والكفاأت التي عملت داخل الحركة على كافة المستويات والمؤسسات, هناك قام نموذج لم يكن موجوداً في كل الثورة السورية وأصبح هذا النموذج حسنة يمكن ان يشار إليها من قبل جميع الناس وحتى كانت الدول تعلم بهذه المؤسسات التي تمت تنميتها بوجود الحركة والتي من أجلها علت الحركة سواء على المستوى التعليمي او المستوى الخدمي او المستوى الخدمي او المدني او المجالس المحلية او على جميع المستويات الطبية والإغاثية والمستوى المدني: جميع المستويات. وكانت هذه الحركة سباقة في هذه المسألة وكانت متقدمة جدا في هذا المستوى من المؤسسات.
وكان تأسيسها من القرى الموجودة في ريف حلب الغربي: عنجارة و قبتان الجبل ودارة عز وتقاد وأبزمو وحور وبشانطرة ومعرة الأرتيق وبابيص وكفر داعل وخان العسل والمنصورة وكفر ناها والهوتة وبشقاتين وعويجل والجينة وبسرطون. وكانت هذه المناطق بداية تأسيس الحركة. منذ البداية يعني إعتدمت على هذ المناطق وبدأت تتوسع بشكل تدريجي.
س: بإمكانك ان تتكلم قليلاً عن الأهداف السياسية للحركة? مثلا إقامة دولة إسلامية معتدلة? ما كان هدف الحركة السياسي?
ج: اما الهدف السياسي, فلم نبتغ اي هدف سوى إزاحة النظام وأفرعها الأمنية القمعية. لم يكن لدينا اي هدف الا ذلك. وكل ما تمنيناه كلنا ان نكون يد للدول بمساعدتنا في إسقاط رأس النظام وإزالة قمع مخابراته وتأسيس دولة ديمقراطية تأتي بإنتخابات حرة شريفة نزيحة بدون اي دور فيها للسلطة القمعية والمخابرات وما شابه ذلك.
س: في اي معارك او حملات شاركت الحركة وما كان عدد الشهداء بشكل كامل? من بداية الحركة حتى المشاكل مع هيئة تحرير الشام.
ج: الحركة لديها ١٥٥٠ شهيداً من بدايتها حتى تأريخ خروجها من المناطقة التي كانت فيها المشكلة مع هيئة تحرير الشام. طبعا كل شهيد مسجل من هو متى وفي اي معرك إستشهد. وكان لهم مكافآت شهرية تذهب إلى عائلاتهم من هذا الوقت حتى تأريخ المعرك مع هيئة تحرير الشام وسيطرة هيئة تحرير الشام على إمكانيات الحركة فلم تستطع الحركة ان تقدم اي شيء لعائلة الشهيد.
اما المعارك فهي كثيرة جداً وربما أذكر بعضها وبعضها لا أذكر. شاركنا في تحرير الفوج ١١١ وكانت المعركة على عدة مراحل ولم تنجح المرحلة الأولى والثانية في تحرير الفوج ١١١. وشاركت في تحرير معبر باب الهوى ومدينة أتارب وصد للجيش في خان العسل ومعركة حوار ومعركة البحوث العلمية والراشيدين الجنوبية والصحفيين والراشيدين الشمالية وشويحنة ومعارك عندان وهناك أيضاَ معركة في الراعي وايضاً معركة الشيخ عقيل والتي تعتبر من أحد أهم المعارك التي تصدت فيها الحرة للجيش والميليشيات الإيرانية والأفغانية. وأيضاً شاركت الحركة في معارك ريف حلب الجنوبي ف خناصر والعيس وايضاً في المعارك بالشيخ السعيد وأيضاً في حلب بصلاح الدين: معركة صلاح الدين التي حصلت في الشهر السابع عام ٢٠١٢. وشاركت في مطار حلب اللواء ٨٠. هناك معارك كثيرة ربما لا أذكر بعضها وأنساها وأخرى ذكرتها بشكل مختصر وبسرعة. وكانت الحركة سابقة في قتال الإرهاب في داعش وأيضا لما بغت هيئة تحرير الشام وكانت هناك معارك عديدة: واحدة منها إستمرت لمدة ٦٧ يوماً ومعركة لمدة ١١ يوماً. شاركت الحركة في معارك كثيرة وبعضها أنساها.
س: لماذا تلقت الحركة الدعم من الأمريكان وعلى اي أساس كان هذا الدعم? لماذا إنقطع هذا الدعم فيما بعد?
ج: اما الدعم للحركة من الأمريكان, كانت هناك غرفة عمليات MOM في تركيا وشاركت فيها ١٠ دول منها الأمريكان والأتراك والقطريون والسعوديون والأردنيين والفرنسيون والألمان على ما اظن وكان هناك الإيطاليون: عدة دول مشاركة في هذه الغرفة. وكانت هذه الغرفة تدعم كافة الفصائل من الجيش الحر او أغلب الفصائل من الجيش الحر وكانت الحركة جزء من هذه الفصائل ولم ينقطع الدعم الا عندما إنقطع الدعم لكل الفصائل وأغلق MOM ولم يبق اي دعم مباشر لفصائل الجيش الحر. فعندها لم يبق اي دعم فردي او جماعي.
س: هناك إتهامات كثيرة بان الحركة إركتبت مخالفات حقوق الإنسان والتعذيب والسجون. بإمكانك ان ترد على هذه الإتهامات? هل تعترف بان بعض العناصر أخطؤوا? طبعا ايضاً كان الكثير من الناس يقول ان الحركة متطرفة بسبب حادثة قطع رأس الشب في حلب. بإمكانك ان ترد على هذا الكلام او ممكن تقول ماذا صار بالنسبة لهذه الجريمة?
ج: اما الإتهامات التي وجهت ضد الحرك, كما تعلم, النظام له أجهزة إعلامية قوية فدائماً اي إتهامات كان يقدر ان يوجهها ضد الجيش الحر ليس الحركة خاصة وإنما كافة الفصائل. وكان يقصف في بعض الأحيان المناطق التي يتواجد فيها المدنيون والمشافي وما شابه ذلك وكان يوجه إتهامات ضد الفصائل سواء الحركة او غيرها. اما مسألة التعذيب وما شابه ذلك لم يثبت أبداً ان الحركة متورطة في مثل هذه المسائل ولم يحصل ذلك أيضاً. لم يحصل أبداً مع مثل هذه الإدعاأت بانها ترتكب التعذيب في السجون وما شابه ذلك. حتى السجون: لم تكن هناك سجون خاصة بالحركة وإنما كانت سجون مجلس القضاء الأعلى المشكل من خلال الائتلاف والحكومة المؤقتة. وتم تسليم كل المساجين لهذا القضاء مشارة ولم تكن الحركة مسؤولة عن هذا القضاء وإنما كانت الائتلاف والحكومة المؤقتة مسؤولة.
اما مسألة هذا الشب في مدينة حلب التي أتهمت الحركة بانها متطرفة. نحن رددنا على هذه المسألة ان هذه المجموعة دخلت مع الحركة في وقت تواجدها في مناطق مدينة حلب وحصل ان هذا الشخض الذي قام بهذا الفعل: قتل أخ له في معركة خاضها في نفس اليوم. وتم أسر الشب وقتل من قبل هذا العنصر. ونحن سلمنا هذا العنصر للجنة القضاء الموحدة التابع للقضاء الأعلى وتمت محاسبته. وذكرنا هذه المسألة ورددنا عليها: ان الحركة بريئة من مثل هذه الأفعال ولا ترضي أبدا لا السياسة ولا قيادة الحركة بمثل هذه التصرفات. وليست الحركة متطرفة وإنما الحركة منفتحة. وإعتقلنا سجناء كثيرين منهم نصارى ومن مذاهب أخرى وقمنا بإطلاق سارحهم بدون اي مقابل وانما أردنا ان نقول لهم ان يقولوا لأهاليهم والمجتمع خلفهم بان لا يسمحوا للنظام بتوريطهم في الدخول في حرب طائفية. لا نريد حب طائفية في سوريا وإنما نريد حرب ضد شخص النظام نفسه. نريد حرب ضد هذا النظام الفاسد الظالم الذي قد تسلط على رقاب السوريين وقتل منهم حوالي ١٠٠٠٠٠٠ شخص, ناهيك عن السجناء وتدمير البلد وما شابه ذلك.
س: لماذا إنضمت الحركة إلى هيئة تحرير الشام ولماذا إنفصلت عن هيئة تحرير الشام? ولماذا إنهزمت الحركة على أيادي هيئة تحرير الشام? ما كانت أسباب هذه الهزيمة?
ج: لما دخلت الحركة مع هيئة تحرير الشام او لما شكلت جبهة النصرة هيئة تحرير الشام أرادت هيئة تحرير الشام ان تقضي على فصائل الجيش الحر كاملةً لما ضربت جيش المجاهدين. نحن جلسنا مع حركة أحرار الشام وأردنا ان نشكل جسم موحد (نحن وحركة أحرار الشام) لكي نتصدى لجبهة النصرة او جبهة فتح الشام كما كانت في حينها. وحينا لم تستطع الحركة ان تتصدى للبغي الذي كان يريدها فتح الشام ضد الفصائل فرفضت أحرار الشام تشكيل هذا الجسم وان نقف في وجه فتح الشام لعد إستطاعة ان نقف امام فتح الشام. فقلنا: اذا لم تريدوا ان نتوحد ونقف في وجه فتح الشام تعالوا لنشكل جمس موحد وندخل مع هذا الجسم وربنا نتساعد على حل هذا الفصيل وهو جبهة النصرة او جبهة فتح الشام وأيضاً لم ترض أحرار الشام بهذا الأمر وعندها نحن وفتح الشام دخلنا في هيئة تحرير الشام ولكن كان لدينا شرط أساسي ان لا تقاتل الفصائل ولا تضرب اي عنصر من الجيش الحر ووافقت هيئة تحرير الشام او فتح الشام لما دخلنا إلى هيئة تحرير الشام على ان لا تضرب الفصائل أبداً. ولكن لما شكلنا هذا الجسم وإنطلقنا فيها بعد فترة زمنة حوالي ٧ أشهر إقترحت ان تريد ان تضرب فصيل أحرار الشام. وعندها رفضنا هذا الأمر وقلنا: اذا أردتم ان تهاجموا أحرار الشام فسوف نخرج من هذا الجسم فلا نقبل ان يكون هناك اي إقتتال او ان نضرب اي فصيل الجيش الحر. وبناء على ذلك أصرت هيئة تحرير الشام على ضرب أحرار الشام وفي حينها خرجنا وشكلنا قوات فصل وأردنا ان نتدخل لكي نمنع هيئة تحرير الشام من ضرب أحرار الشام ولكن مع كل أسد الفصائل افي حينها التي دخلت معنا لكي نفصل المسألة لم تلتزم معنا بما تم إتفاق عليه ولم نستطع ان نفصل هيئة تحرير الشام في بغيها على أحرار الشام.
اما لماذا تمكنت هيئة تحرير الشام من ضرب الحركة وإخراجها من أماكنها: هذا الأمر كما تعلم. دفعت الحركة ما يقارب ١٤٠ او ١٥٠ شهيداً في قتالها مع تحير الشام: معركة إستمرت لمدة ١١ يوماً ومعركة إستمرت لمدة ٦٧ يوماً وأخيراً معركة إستمرت لمدة أسبوع وخرجت الحركة. ولم يبق بيت في الريف الغربي الا ودفع شهيداً سواء مع داعش الإرهابية او تحرير الشام. فأصبحت هذه العوائل منقوبة مع داعش وفتح الشام وهناك أيضاً شهداء مع النظام ولم يبق بيت يخلو من الشهداء. فليست إستطاعة وانما إستمرارية في القتال مع مثل هذا التنظيم: [هو أمر] إرادة الدول في إزاحة او القضاء على هذا التنظيم. أيضاً لم نر مساعدة من فصائل الجيش الحر في المعركة الأخيرة مع كل أسف. لم نر الإلتزام بالوقوف معنا لكي نقضي على فتح الشام. لذلك قررت الحركة ان تخرج مع أخف ضرر من مناطقها بعد حصار إستمر لمدة ٧ أيام.
س: وحاليا ما هي حال الحركة? هل تم حلها? هناك ايضاً كلام ان بعض عناصر الحركة إنضموا إلى ما يسمى بفيلق المجد في الجيش الوطني السوري. هذا صحيح او لا?
ج: بعد خورج الحركة من مناطقها وتمت السيطرة على كل مواردها وأسلحتها تم حل الحركة وإنضم جزء منا إلى فيلق المجد. وهو عدد قليل: ما يقارب ٧٠٠ مقاتل. وهناك ايضاً من ذهب إلى بعض الفصائل وهناك ايضاً العدد الأكبر الذي ذهب إلى العمل المدني ولم يعمل مع فصيل آخر. هذا ما حصل.