للأسف لم يركز الإعلام على التأثيرات الإنسانية على مناطق الشمال السوري خارج سيطرة ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) نتيجة عن عمليات <<نبع السلام>> المدعومة من قبل تركيا. فشهدت مناطق الشمال السوري إترفاع أسعار المحروقات بنسبة ٤٠% تقريباً. ومن نتائج هذه الإرتفاعات (على سبيل المثال) إزدياد أسعار أمبيرات الكهرباء او نقص ساعات تشغيل المولدات في مناطق إدلب فتعتمد المولدات بشكل اساسي على المازوت. طبعا الجدير بالذكر ان النفط يأتي بشكل اساسي من مناطق قسد.
واقدم لكم تقرير مفصل عن هذه الأمور بقلم الزميل الإعلامي أبو امين الشامي وهو ساكن في ريف حلب الغربي.
ملاحظة: كتب هذا التقرير بتاريخ ٥ نوفمبر عام ٢٠١٩ ميلادي.
واقع المحروقات في الشمال السوري في ظل الحرب الدائرة هناك .
في حوار مع الزميل الإعلامي ابو أمين الشامي مدير وكالة OilNewsNow المتخصص في إعلام المحروقات في الشمال السوري
ألقت عملية نبع السلام على الواقع المعيشي والخدمي لأهالي الشمال السوري بعيدا عن الواقع العسكري حيث شهدت مناطق المعارضة السورية ارتفاع في أسعار المحروقات بعد بدء عملية نبع السلام التركية على شمال شرق سوريا وذلك بسبب انقطاع الطريق الرئيسي الواصل بين شمال شرق سوريا (مناطق حقول النفط الخام ) ومناطق المعارضة غربي البلاد في أكثر من مدينة ومالبث ان توقف الطريق بشكل كامل بعد دخول قوات النظام السوري والروسي الى مدينة منبج وأطرافها.
وشهدت جميع أسواق المحروقات ارتفاعات متتالية وسريعة مع بدء دخول فصل الشتاء وازياد الطلب على المحروقات في ظل غياب بدائل محتملة للوقود أو طاقة متجددة في الشمال وتعتبر مادة المازوت شريان رئيسي للمحرر بالكامل وان عملية تكرير النفط الخام البدائية الحاصلة في مناطق المعارضة (ترحين +معارة النعسان) تخلق فرص عمل ودخل مقبول لشريحة كبيرة من المجتمع .
واما تأثير ارتفاع الاسعار المحروقات فكان واضح
في حادثة تشبه ما حصل أثناء معركة غصن الزيتون في عفرين مطلع عام ٢٠١٨ حيث سجل سعر البرميل مايقارب ١٠٠ الف ليرة سورية ولكن في هذة المرة شهدت مناطق مثل اعزاز مظاهرات واحتجاجات بعد ارتفاع في أسعار الكهرباء بسبب ارتفاع أسعار المحروقات واما بالنسبة لمحافظة إدلب شهدت أيضا ارتفاعات ملحوظة في الاسعار ولكن كون هناك يوجد شركة تقوم باستلام ملف المحروقات وهي شركة وتد قامت حاليا بتوزيع المحروقات على محطات المياه والكهرباء والأفران بسعر التكلفة تفادياللارتفاعات وحدوث ضرر في عمل المنشات الخدمية وبوتيرة منتظمة حيث تم تخفيف الضغط على هذة القطاعات.
ومازالت الاخبار السياسية والعسكرية تلقي بظلالها على واقع المحروقات بعد قرابة شهر من انطلاق عملية نبع السلام.
وهناك انباء تفيد عن بدء عودة ضخ الخام من حقول النفط شمال شرق سوريا إلى مناطق المعارضة السورية في بحر الأسبوع القادم بعد تفاهم دولي واقليمي
ويبقى المواطن السوري يدفع فاتورة اي عمل عسكري من اي طرف كان وهو الذي ذاق ويلات الحرب والتهجير التشريد.