يمكن ان يتذكر القارئ انني قد كتبت عن المقاومة الوطنية العقائدية (جيش الامام المهدي) من زمان, فهي مجموعة ذات علامة حزب الله السوري ومقرها الاساسي واصولها في منطقة طرطوس-مصياف بقيادة السيد هاشم محمد علي. قد قاتلت المقاومة الوطنية العقائدية في شتى مناطق (بما فها دمشق وتدمر وحلب) وقدمت عشرات من الشهداء (يعني القتلى), كما اعلنت عن تاسيس افواج في شمال شرق سوريا والقنيطرة.
طبعا ما زالت المقاومة الوطنية العقائدية موجودة على الارض, ومع علامة حزب الله السوري, يقول التنظيم انه مستقل بشكل رسمي. فقال لي السيد هاشم الامين العام للمقاومة الوطنية العقائدية في بيان:
![]() شهداء المقاومة الوطنية العقائدية |
<<<ليست [المقاومة الوطنية العقائدية] تابعة لأي جهة .. ولكن تعمل مع جميع الجهات وعلى جميع الجبهات دون تبعية مباشرة. نحن ليس لنا تبعية للحرس الثوري [الايراني] أو حزب الله .. نحن من جميع مكونات الشعب السوري وعلى امتداد أراضي الجمهورية العربية السورية ولكننا نعمل مع جميع الجهات الوطنية والصديقة>>>
لعلم القارئ: تشير الجهات الصديقة عادة الى الحلفاء الخارجية للحكومة السورية. طبعا يختلف البيان عن مجموعات اخرى ذات علامة حزب الله السوري وتدعي هذه المجموعات انها تنتمي لحزب الله والحرس الثوري. واندمج الكثير من هذه المجموعات ضمن قوات الدفاع المحلي وهي مدعومة من قبل الجانب الايراني وتابعة للحرس الثوري وفي نفس الوقت هي على سجلات الجيش والقوات المسلحة.
ولكن الجدير بالذكر ان مجموعات قتالية قد كانت تحت المقاومة الوطنية العقائدية تابعة للدفاع المحلي حاليا مع ان التنظيم نفسه مستقل بشكل رسمي. فقد اظهرت صفحة باسم قوات الدفاع المحلي قطاع طرطوس صور ل'مجموعات الخال' في محافظة حلب (منطقة عفرين خاصة). الخال هو من طرطوس اصلا ومنخرط في المقاومة الوطنية العقائدية. وتصف بعص منشورات الصفحة قوات الخال كحراس حدود: يعني حراس الحدود بين المناطق تحت سيطرة الحكومة السورية وبين المناطق تحت سيطرة القوات الكردية في عفرين. وترتبط مجموعات الخال بفوج النيرب في الدفاع المحلي قطاع حلب.
ووضح لي الخال الامر كما يلي: <<<نحنا (انا والسيد هاشم) مع بعض, بس اخذت قوات من المقاومة [الوطنية العقائدية] ونسبتها للدفاع المحلي>>>
![]() الخال (على اليمين) |
كما وضح انه انضم للدفاع المحلي من ٨ اشهر تقريبا (يعني نيسان او ايار ٢٠١٧) وقد اعترفت الحكومة السورية قوات الدفاع المحلي بشكل رسمي خلال نيسان ٢٠١٧, ففرضت القرارات الادارية تسوية اوضاع عناصر الدفاع المحلي الذين تخلفوا او فروا من خدمة العلم والخدمة الاحتياطية وتم نقل جهة الاستدعاء الى الدفاع المحلي, اضافة الى تقديم عقود تطوعية للمدنيين في الدفاع المحلي لكي يخدموا في الجيش الشعبي اذا ارادوا ذلك.
اما التبعية القطاعية لقواته, فوضح الخال انه <<<مستلم عناصر في طرطوس الي بيشتغلوا في حلب>>>. فكما نرى في تشكيلات اخرى تابعة للدفاع المحلي, ليس من المفترض ان تقتصر العمليات على القطاع او المنطقة الاصلية.
وافاد باختصار ان <<<المقاومة [الوطنية العقائدية] تؤازر اي جهة ومجموعة الي في حلب و[تابعة] للمقاومة وتلبي واجبها في مؤازرة الدفاع المحلي>>>
فعلى الاعلاميين ان يفهموا اندماج مجموعات ضمن شبكات كبرى ويتخفلوا عن احصاء مجموعات من اجل انتاج ارقام خالية من سياق اكبر.